في قلبي جهاز رصد.. مُتعِبٌ جداً وصريحٌ جداً
وأُصدّقه جداً وجداً..
وإنّي لــ أراكَ يا عزيزي من الكاذبين .!
/
/
/
أمّا بعد ...
كيف لنا أن نُخبر الأخرين اننا نفهمهم تماماً..!
وان عليهم أن لا يكلفوا أنفسهم مشقة الكذب تسعة وتسعين درجة
وأننا نعي جيداً أن الأبار الــ مُبتسمة بــ اتساع أفواهها للشمس
مهما كانت حدّة بريق مياهها.. فــ لديها بــ القاع آلاف الحجارة غير المرئية
وبها مئات من زوايا الظلام المُخيف.
ولا تعني قرابينها البخارية التي تقدمها للسماء أنها هدايا مجانية
إنما هي ديّن مؤجل الدفع، تسترده على زخات حتى لا تشهر جفافها.!
يقول لي جهاز الرصد بــ داخلي:
حين تعطين أُذنك لا تغمضي عينيكِ حتى لا ينام عقلك في سُبات مهيب..
أفعل كما يقول لي تماماً،
فــ أنشق بين ما أسمع وبين ما ترسمه ذبذباته على صفحة صدري
بــ حوافر علامة استفهام قاسية وجافة توجعني.!
والحقائق دائماً موجعة.. لأنها المعول الذي يحطم صور الكاذبين ويحرقها أمام عيوننا...
/
/
/ المجد لأجهزة الرصد..!
عزيزتي درة ..
يقال .. لا يوجد في الحياة صدفة ،
وان كل شيء في الحياة يسير بدوائر متكاملة ..!
لا أعلم ما علاقة هذا بما أحاول أن أخبرك به ؟
ولا أعلم لماذا قد يبدأ أحدهم كلامه بعبارة غريبة ومتشائمة مثل هذه؟
لا يهم .. ما أقصده هو أن كل غوايات الكون يمكن أن تتحول إلى شيء آخر إذا كنا لا نملك الكلمات الصحيحة و المعاني الصحيحة ..
على سبيل المثال :
بشرتك الصافية
وثوبك المنزلي الازرق القصير ..
إنها جميلة ..!
وليس ثمة حقيقة أبسط من ذلك ..!
حينما أقول أنني بخير فهو تعبير مجازى لا اكثر
قد تعودت ان الشكوى لغير الله مذلة
وأن الإنسان ليس بيده الخير ولا الشر
فقط لسانه من يملك السُلطة عليه فإما ادخله النار او الجنة
الحمد لله دائما وأبدا
نهارك سعيد عزيزتي"درة"
وعلى سبيل الاستعارة، يبدو انني أعاني من أعراض ما يسمى بالمسؤولية التقصيرية!
أنت بالتأكيد تعرفين الطريقة التي تجري بها الأمور. أعني يمكن للمرء أن يختفي بسهولة هنا.
انقطاع الإشارة
انقطاع الكهرباء
والاحتمال الأسوأ انقطاع الحياة - رصاصة طائشة أو انفجار غبي أو نهاية مفاجئة للعالم!
تعرفي؟
لا أدري أين قرأت إن القدرة على الابتهاج تزداد مع التقدم بالعمر والشعور بالخطر!
طيب..
هل تريدين أن تعرفي ماذا تعلمت اليوم أيضا؟
أسمعي هذا:
يقال إن الفيل هو الحيوان الوحيد الذي لا يستطيع أن يقفز!
وإن عين النعامة أكبر من دماغها!
وإن حاسة التذوق لدى الفراشة في قدميها
-لا يهم كنت أعرف من البداية أن هذه المخلوقات الغبية لا يمكن أن تكون مبدعة في شيء سوا ألوانها!
من أين عرفت كل هذا؟!
بالحقيقة أتلقى إشعارات من صفحة أحد الأصدقاء هنا. يبدو أنه مشترك بواحدة من تلك التطبيقات التي تتيح للشخص أن يكون مثقفا أو شيئا من هذا القبيل!
والآن..
قولي أنك مندهشة
اعني أنك بخير ومندهشة؟!
هيا أرجوك ثمة من يبذل جهدا هنا.
ليس بمقدورِ الكلمات أن تشرح كل شيء.
وهذه حقيقة مؤسِفة، أصطدم بها بكل مرةٍ ألجأ فيها للكتابة.. وتعجز اللغة عن أن تُسعفني.
فهُناك دائمًا ما هو أكبر من أن تُعبِّر عنه بضعة كلمات متراصَّة بجوار بعضها، ويظل هناك شعورٌ ما أكثر تعقيدًا من أن تَصِفَه لفظة محددة، وهناك أمورٌ أثقَل من أن تتشاركنا اللغة حَملَها..