الى الانسة درة مع وافر الحب
عزيزتي درة …
عندما كنت صغيرا قبل فترة الاحتلال الاميركي للعراق مطلع عام ٢٠٠٣ كنت قد بدأت اتعلم المشي منذ مدة وادرج في انحاء البيت بشقاوة وخبث الاطفال ، ذات مرة خرجت من البيت ورأيت بعض الاطفال يلعبون بدمية قطنية او ما نسميه ( دب ) فعدت الى والدتي ابكي وقلت لها اريد دبًا ، بالطبع لم تكن الظروف مؤاتية لشراء دب لي ولم يلقى طلبي سوى الاهمال فاستشطت من الغضب وبدأت بالبكاء الهستيري والصراخ ، اعتقدت امي انني سأسكت عما قريب لكنها كانت متوهمة فلم اسكت مطلقا ، تلك الليلة لم اتوقف عن النشيج وفي صباح اليوم التالي ودفعا للمصيبة التي حلت عليها انصاعت امي اخيرا لطلبي واحضرت قماشا ذا لون بنفسجي فاقع وخاطته كجسد للدب بعد ان حشته قطنا وخرقة من القماش ، ثم احضرت قماشا ابيض اللون صنعته كرأس واطراف للدب ولونت الاظافر باللون الاسود ، اما الرأس فقد خاطت لي ازرارا مكان العيون والفم رسمته باللون الاحمر ، ربما تظنين انه كان مخيفا - وهو مخيف فعلا - لكنني كنت اطير بجناحين من سعادتي المفرطة به ، مرت الايام ولم افارق الدب مطلقا ، كنت انام محوطا اياه بذراعي واستيقظ وهو بيدي .
ذات يوم استيقظت ولم اجده - كانت والدتي بدأت بالخوف من تعلقي المفرط به واعتقدت انني سأكبر بعقل غير سليم اذا ما بقي معي فأتلفته - وعندما سألتها قالت ان الدبة والتي هي والدته اتت في الليلة الماضية واخذت صغيرها معها ، اه لو تعرفين كم حقدت عليها وكلت لها الشتائم واللعنات كونها اختطفت صديقي مني على الرغم من انني اقتنعت بضرورة رجوع الدب الى امه ، مرت الايام وبدأت انساه حتى زال من ذاكرتي ولم يعد سوى ذكرى قديمة مغبرة استرجعها لأضحك على عقلي الطفولي واتحسس قلب والدتي العطوف .
ها انتِ الان صرتي ( دبا ثانيا ) بدأ يحتل مكانا في درج الذكريات المغبر في احدى زوايا عقلي ولم تخلفي سوى ندبة قديمة التئمت واقتنعت بضرورة رحيلكِ عن عالمي .
اكتبِ لكِ الان بعد قطيعة دامت شهر وعشرون يوما على أمل ان الامور اصبحت اكثر وضوحا بعد ان انجلت غبرة المشاعر وتجاوزنا سيناريوهات الحب الطفولية ونظرنا بواقعية اكبر لحياتنا وللاسباب التي حالت بيننا ، عسى ان تجدي القصة التي سردتها للتو طريفة وتضحكي مثلي على الايام الخوالي والذكريات التي تشاركناها معا من دون غلٍ او ضغينةٍ .
في الواقع كلما استعرضت هذه الملحمة التي خضناها معا في عقلي كلما جاء في بالي المقطع الاخير من " الاطلال " للسيدة
يا حبيبي كل شيء بقضاء ما بأيدينا خلقنا تعساء
ربما تجمعنا اقدارنا ذات يوم بعدما عز اللقاء
فإذا انكر خل خله وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كل الى غايته لا تقل شئنا فإن الحظ شاء
المخلص دوما مصطفى
الماجدية معقل العدمية وفلسفات ما بعد الحداثة
XenTR Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore magna aliqua. Ut enim ad minim veniam, quis nostrud exercitation ullamco laboris nisi ut aliquip ex ea commodo consequat.