شيخنا : هل يوجد للبيت الجديد أو السيارة رقية أو دعاء خشية العين .
الجواب :
جاء في الحديث : إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادما فليقل : اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جَبَلْتَها عليه ، وأعوذ بك من شرّها ومن شرّ ما جَبَلْتها عليه . رواه أبو داود وابن ماجه .
وفي رواية للنسائي في الكبرى : إذا أفاد أحدكم المرأة أو الخادم أو البعير ، فليضع يده على ناصيتها ثم يقول : اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه ، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه ، وأما البعير فإنه يأخذ بذروة سنامه ويقول مثل ذلك .
والسيارة في معنى الدابة .
وأما ما يُخشَى عليه العين فيُبرَّك عليه ، أي : يدعى له بالبركة . ويشرع لمن أعجبه شيء من ماله أو ولده ، أو خشي عليه العين أن يقول : ما شاء الله تبارك الله ، ونحو ذلك
لقوله تعالى :
{ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّـهُ
لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّـهِ }
﴿الكهف: ٣٩﴾
وتشرع قراءة سورة البقرة في البيت .
ومن أراد حصول البركة في بيته فليبعد عنه صور ذوات الأرواح ، سواء كان في مجلات أو في غيرها .
وليخرج من بيته مزامير الشيطان ووسائلها
فإن هذه مما تذهب البركة ، وتخرج الملائكة
التي تأتي بالتبريكات ، كما قال الإمام النووي .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
السؤال :
ذكر لي أحد الأشخاص دعاءً يقول :
" يا حي يا قيوم ، برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ،
ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين "
أريد أن أتبين إن كان هذا الدعاء من الحديث الصحيح ،
وإذا صح ، فما معناه ؟
الجواب :
أولا :ورد هذا الدعاء في حديث صحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها :
( ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ،
أو تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت :
يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ،
ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )
رواه النسائي في "السنن الكبرى" (6/147) وفي
"عمل اليوم والليلة" (رق/46) ، والحاكم في "المستدرك"
(1/730) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (112) ،
وغيرهم.
ولفظه في بعض الروايات :
( أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت ) .
قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (1/313) :
إسناده صحيح .
وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/227) : إسناده حسن .
وقد ورد هذا الدعاء ، بلفظ مقارب للمذكور هنا ، من حديث أبي بكرة رضي الله عنه ،
أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
رواه أحمد (27898) ، وأبو داود (5090) ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3388) .
ثانيا :
هذا الدعاء من أعظم الأدعية التي تتضمن تحقيق العبودية لله رب العالمين ،
وتتضمن التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته ،
فهو سبحانه الحي القيوم ، الرحمن الرحيم ، والعبد يستمد العون والتأييد من قيوميته عز وجل ،
كما يستغيث برحمته التي وسعت كل شيء ، لعله ينال منها ما يسعده في دنياه وآخرته .
ثم يسأل الله تعالى صلاح الأمور والأحوال ، فيقول : ( أصلح لي شأني كله )
أي : جميع أمري : في بيتي ، وأهلي ، وجيراني ، وأصحابي ، وعملي ، ودراستي ،
وفي نفسي ، وقلبي ، وصحتي...في كل شيء يتعلق بي ،
اجعل يا رب الصلاح والعافية حظي ونصيبي .
وذلك كله من فضل الله سبحانه وتعالى ، وليس باستحقاق العبد ولا بجاهه ،
ولذلك جاء ختم الدعاء بالاعتراف بالفقر التام إليه سبحانه ، والاستسلام الكامل لغناه عز وجل ،
فيقول : ( ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ) :
أي لا تتركني لضعفي وعجزي لحظة واحدة ، بل أصحبني العافية دائما ،
وأعني بقوتك وقدرتك ، فإن من توكل على الله كفاه ، ومن استعان بالله أعانه ،
والعبد لا غنى به عن الله طرفة عين .
يقول ابن القيم رحمه الله :
" مِن ههنا خذل مَن خُذل ، ووُفِّقَ مَن وُفق ، فحجب المخذول عن حقيقته ،
ونسي نفسه ، فنسي فقره وحاجته وضرورته إلى ربه ،
فطغى وعتا ، فحقت عليه الشقوة ،
فأكمل الخلق أكملهم عبودية ،
وأعظمهم شهودا لفقره وضرورته وحاجته إلى ربه ،
وعدم استغنائه عنه طرفة عين .
ولهذا كان من دعائه :
( أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك ) ،
وكان يدعو : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .
يعلم أن قلبه بيد الرحمن عز وجل ،
لا يملك منه شيئا ، وأن الله سبحانه يصرفه كما يشاء ،
فضرورته إلى ربه وفاقته إليه بحسب معرفته به ،
وحسب قربه منه ، ومنزلته عنده " انتهى.
"طريق الهجرتين" (25-26) .
وقال المناوي رحمه الله ، في شرح الرواية الثانية ، دعاء المكروب :
" ومن شهد لله بالتوحيد والجلال مع جمع الهمة وحضور البال
فهو حري بزوال الكرب في الدنيا والرحمة ورفع الدرجات في العقبى " .
"فيض القدير" (3/526) .
والله أعلم .
س : إذا كان السجود يشق عليّ إذا طال ،
و لا أقدر الطمأنينة إلا قدر تسبيحة لوجع فِيّ ،
هل أرتقب الإمام ، أو أقرب و أسجد ، أم أسجد ، و إذا شق علي أرفع ؟
ج : إذا كان لا يستطيع السجود من حين يكبر الإمام حتى يرفع فإنه يسجد
مع الإمام ، فإن شق عليه السجود فيرفع قدر ما يقدر به من الأرض ،
و لا يكون هذا مفارقا إمامه ،
فإن كان لا يقدر السجود على الأرض فيسجد قدر ما يستطيع من الأرض .
و بالله التوفيق
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم
من فتاوى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله
عن بعض الناس و خاصة كبار السن لا يستطيعون السجود و الجلوس للتشهد ،
و لذلك نراهم يصلون قائمين ثم عند السجود يجلسون على كرسي
أو على الجدار الحاجز بين الصفوف ، فما حكم فعلهم هذا ؟
ج : لا أعلم حرجا فيما ذكره السائل ، إذا كان لا يستطيع سوى ذلك ،
لقول الله عز و جل :
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }
و قوله سبحانه :
} لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا {
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين رضي الله عنهما :
( صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب ،
فإن لم تستطع فمستلقيا )
أخرجه البخاري في صحيحه ، و النسائي في سننه ، و هذا لفظ النسائي .
و الله و لي التوفيق .
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم
[ من فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله ]
س : كثير من المرضى يتهاون بالصلاة ويقول :
إذا شفيت قضيت الصلاة ،
وبعضهم يقول :
كيف أصلي وأنا لا استطيع الطهارة
ولا التنزه من النجاسة ،
فبم توجهون هؤلاء؟
ج : المرض لا يمنع من أداء الصلاة بحجة العجز
عن الطهارة ما دام العقل موجودا ،
بل يجب على المريض أن يصلي حسب طاقته ،
وأن يتطهر بالماء إذا قدر على ذلك ،
فإن لم يستطع استعمال الماء تيمم وصلى ،
وعليه أن يغسل النجاسة من بدنه وثيابه وقت الصلاة ،
أو يبدل الثياب النجسة بثياب طاهرة وقت الصلاة ،
فإن عجز عن غسل النجاسة وعن إبدال الثياب النجسة
بثياب طاهرة سقط عنه ذلك ، وصلى حسب حاله ؛
لقول الله عز وجل :
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }
وقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم )
متفق على صحته ،
وقوله صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين رضي الله عنهما
لما شكا إليه المرض ،
قال :
( صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب )
رواه البخاري في صحيحه ،
ورواه النسائي بإسناد صحيح ،
وزاد :
( فإن لم تستطع فمستلقيا ) .
[من فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله ]