ذات صباح
أكتبُ إليكِ وأنا أغوص في زوايا الذاكرة
أشعرُ أني أحنّ لرائحتكِ .. أحنّ لقبلات تخلق في صدري نبضات لا تتوقف ..
أكتبُ وأنا أستندُ بشغفٍ دون خوف على ذاكرتي ..
أجوب في إتساعات الحياة ، أنام وأستيقظ دون إنقطاع ، لا يُمكن أن تفصلني عنكِ مسافة كهذه المسافة ..
يكفي أنكِ ستبقين عالقة في عقلي ..
في كل الأشياء التي تدور حولي ..
سأخبئكِ في أعماقي كما يخبأ البحر
أثمن أشياءه ..
لا يهمني ما يقوله الناس عني ..
ولا ما ترصدهُ المراصد ..
نبوءات خطوط فناجين القهوة
مسؤولة عن الفرح في هذا العالم ..
عمركِ العابر داخل عمري ..
لا أريد أن أربطهُ بالماء والريح
ولا بحدود السماء ..
ولا حتى بذاكرة القطارات المسافرة ..
لم أُحبكِ لحاجتي للحُب
ولم أُحبكِ لتسدي فراغات أيامي
أحببتكِ لأن الخوف معكِ يتلاشى
لأنكِ المكان الآمن في هذا العالم المخيف ..
أحببتكِ بسجيتكِ ، بعيوبكِ ، بندوبكِ ..
أصدقائي .. إذا مررتم هنا ..ووجدتم يدي باردة
وجسدي الرقيق ..
جثةٌ هامدة ..
فلا تبكوا عليّ .. ولا تصدقوا إننّي متُّ
ألقوا السلام على أوجاعي الغادية ..
تسامروا يا رفاقي ..
مع ذكرياتي .. وإذكروني
كلما .. رأيتم نورس أبيض ..
يُسلّي المسطافين
على الشواطئ الهادية ..
أخبروا بعضكم كيف إفترقنا ..
كورقتين بيضاوتين وسط
رياح عاتية ..
أخبروا الساعة أن لا تقتل الثوانْ ..
فوقتي الأخير .. أميالهُ حانية ..
مرّت سنون عمري الثلاثون ..
كمرِّ السحاب ..
كوسواسٍ يخالجُ أعذاري الواهية ..
عانقوني عناق الحبيب ..
في ليلةِ فقدٍ آتية ..
أبلغوا معالي حبيبتي الضائعة
أن تسردُ أنواع الدموع ..
لأجلِ رجلٍ كانت ثمار حبهِ
راوية ..
إن عدتُ .. فعودتي لكم كعودة
الطيور المهاجرة إلى أعشاشها
في الخريف ..
وإن لم أعُد .. فستشرق الإبتسامة
في وجوهكم .. من جديد،.. وستنبض حبًا .. قلوبكم الراقية ..
تذكُري
عندما آن الأوان ودَقت القلوب
لم أضعْ مخططات أو إحتياجات
ولم إستمع لفوضى العالم ..
أحببتكِ ، وأنا في منتصف أيامي
البائسة ، وتقلباتي ..
وتخبطاتي اللامتناهية ..
كل ما كنتُ أشعر بهِ كان
كشعور الذي يسير في طريقٍ ناعمٍ
بعد رُكضٍ طويل ..
مُمتنٌ لكِ عن كل تلك الأيام
التي شعرت بها أني بخير
بعد إبتسامتكِ في الثامنةِ صباحاً ..