شرود
Active Member
- إنضم
- 4 أغسطس 2025
- المشاركات
- 34
- مستوى التفاعل
- 113
- النقاط
- 33
عزيزي السيد جرح
مساء الخير ..
إن كان بمقدورك تمييز المساء
عن بقية النزف !
آلمني صوت خطواتك
وهي تتجول في صدري
كمن يتفقد بيتا مهجورا
هل أعجبتك تلك الزاوية
التي كنت أضحك فيها بالأمس ؟
هل لمحت ظلي
وهو يطارد غيمة قديمة ؟
أخبرني ..
لماذا تعجبك الأماكن
التي كنت أظنها آمنة ؟
لماذا تطيل المكوث
حين أكون على وشك النسيان ؟
أتعرف يا سيد جرح ..
صرت أراك
حتى في التفاصيل الصغيرة
في مرارة القهوة
في ضجيج العصافير
الذي لم يعد يطربني
في رسائلي التي عادت مهزومة
وفي ظني الذي دائما على صواب
أكتب لك يا سيد جرح
لأني خائف من أن تعتادني
أخشى أن تصير جزءا
من ديكور روحي
فكن رفيقا مهذبا
لا أطلب الرحيل
لكن خفف وطأتك
فقط حين أحاول التنفس ..!
.
صديقك المتعب
ذلك الذي تصر على خياطته بغرز صدئة ..!
" من السيد جرح " للغارق
عزيزي الذي ظن أني زائر
أعتذر على الرد المتأخر
كنت مشغولا بترميم شقوقك
وتهذيب بعض الأحلام
التي تركتها لي كفتات العابرين
لم أكن يوما متطفلا
أنت دعوتني ..!
حين احتضنت الصمت بدل أن تصرخ
حين ابتلعت الوجع على جرعات
وتركت لي سريرك
دون أن تطلب مني الرحيل
أنا لست شيطانا ..
أنا مرآتك حين تخونك الملامح
أنا الذي أعيد لك من هجروك
لكن بوجوه أكثر صدقا من ابتسامتهم الأخيرة
تقول إنك تموت بي؟
بل أنت تحيا بوجودي
لولا وجودي
كيف كنت ستكتب ؟
بعدما كنت تكتبهم فقط
من أي نهر
كنت ستغرف هذه الدموع
التي تنحت قصائد ؟
من أي صمت كنت ستولد ألف معنى؟
انا حرفك االمفقود
أنا من صنع لغتك الآن
تلك التي لا يفهمها إلا الذين بكوا مثلك
لم تعد مدينا لأحد سوى بالوجع
وأنا لست الألم
أنا ذاكرة الألم
أنا العتبة بينك وبين النسيان
الجسر الذي تخاف عبوره
لأنك تعرف أن خلفه سراب
أيها العاتب
لا تطردني
بل تعلم كيف تكتبني جيدا
فأنا الجرح الوحيد
الذي كلما نزفته
نجوت ..!