في الرابع من ايار عام 1762 ولد هذا الطفل واسمه زامور في ولايه البنغال بنغلاديش حاليا، وهو شيدي حبشي ، و هي مجموعة عرقية تقطن في باكستان والهند وينحدرون من أصل الشعوب البانتو في منطقة البحيرات العظمى الأفريقية.
قبض على هذا الطفل من طرف تجار الرقيق الانجليز ، حيث قاموا بتحميله على سفينة وتوجهوا به الى مدغشقر، وفي ميناء مدغشقر اشترى ضابط بريطاني هذا الطفل المسلم وكان متوجها الى قصر فيرساي في فرنسا، عند وصوله الى قصر فرساي دخل الضابط البريطاني على الملك الفرنسي لويس الخامس عشر واهداه هذا الطفل المسلم
لكن الملك لويس الخامس عشر أخبره انه لا حاجه له بالطفل وسيهديه الى عشيقته، و امرهم ان يربطوه بسلسله على رقبته ويضعوه في صندوق ثم اخذوه الى غرفه عشيقه الملك واسمها الكونتيسة دوباري ، و كانت الكونتيسة سعيده جدا بهذه الهديه، تخيلوا ان هذا الطفل يبلغ من العمر تسع سنوات اي انه يستطيع الكلام ويفهم ما يدور حوله جيدا ، فكانت هذه الكونتيسة تجري في حدائق فيرساي وتلعب وكان زامور يجري خلفها كحيوان أليف ويلعب دور القرد تاره ودور الكلب تاره اخرى
كما كانت دائما تهينه و تسخر منه ...في عام 1770، قامت الكونتيسة بتعميد العبد الشاب للمسيحية ، تحت اسم لويس بينوا .
و في احدى حفلات قصر فرساي الباذخة ، أمرت عشيقه الملك من الخدم ان يلبسوا زامور لباس النبلاء ويضعو ريشا عليه وتقدمت نحو زامور و امرته ان يلعب دور طائر ، فبدا زامور بالركض و يحرك ذراعيه و لعب دور الطائر وسط ضحكات النبلاء بالقصر ، لقد تعرض زامور للكثير من المهانه منهم ...
ولكن مع وفاة الملك لويس الخامس عشر تم طرد عشيقته من القصر من طرف ابنه الملك الجديد لويس السادس عشر
فاخذت الكونتيسة زامور معها الى قصرها ، فتحول دوره من دور المهرج والحيوان الاليف الى الخادم المطيع ، وبعد ان قامت الثورة الفرنسية ضد لويس السادس عشر وزوجته ماري انطوانيت ، بدا الثوار في البحث عن حاشيه الملك و النبلاء و تخليصهم من أموال الشعب ، و كان من بينهم عشيقه الملك لويس 15 .
هنا زمور قرر الانتقام من الكونتيسة ، فذهب للثوار واخبرهم عن مكانها ، ولكنها استطاعت رشوتهم فنجت هذه المره في التخلص منهم ، ولكن زامور لم ييأس وقرر ان ينتقم منها باي ثمن، وعاد الى الثوار واخبرهم انها تمتلك الكثير من الذهب وانها كانت سببا في شقاء الكثير من الفرنسيين و اخبرهم باختلاساتها ، فقدموها للمحاكمه
ثم تم إعدامها بالمقصلة في 8 ديسمبر 1793 .
اما زامور فقد ساعده عمال الثوار و اشترو له شقه في باريس .. في الحقيقية كان زمور يعيش في غرفة صغيرة قذرة، منبوذا ومكروهًا من قبل الحي بأكمله ، توفي عام 1820، وألقيت جثته في قبر جماعي للمتشردين ، ولم يحضر أحد جنازته .
أما قصه زمور وعشيقه الملك فهي قصه مشهوره في فرنسا.