Noor Aldeen
:: القلم المميز ::
عباءه الليل ...وانياب الصقيع
أَسدَلَ الَلَيلُ عَباءَتهُ
واستَيقَظَ َمَارِدَ السُكون
وَالسَوادُ المَجنونُ مَزَقَ رِداءَ النُور
والأَلَمُ يَنهَشُ مَلامِحَ الضَوءِ البَهِيّ
وَالصَّمتُ غُولٌ يَجثِمُ فَوقَ صَدرِ القَمَر
وَالصَقيعُ يُغرِسُ أَنيَابهُ ويُحدِثُ ثُقباً بِطَبَقَةِ الأُزونِ
تَناثَرَت أَضواءُ مَصَابيحُ الشَوارِع والشُموعِ
غُيومِ الأَمانِيّ تَتَثَاءَب خَيبَاتِ الأَمَل
رَذاذُ المَطَر يَتَساقَطُ عَلَى شُرُفاتُ الوَجَع
وَأَحلامٌ بَني البَشَر تَنسَاقُ إِلى أَعمَاقِ المُستَحيل
تَشتَدُّ حِلكَة سَوادُ الَلَيلِ ويَشتدُ الصَقيع وَتَتَجَمَدُ أَطرافُ الطُموح
ونَتيهُ في مَجراتِ اليَأسِ وَنَتَخَبَطُ بِمَداراتِ التَشَرُد والضَيَاع
عَلَى هَوامِش الحَياةِ نَتَسَكَع نَرسِمُ خُطوطاً عَرجاء
عَجَباً.. لَنا كَيفَ حَشَونا افواهَنا بِترابِ الإنصِياع !!
كَيفَ قَبِلنا أَن نُقَيدَ بِسَلاسِلَ وَأَغلالَ الفَراغ
أَصبَحَت أَيامَنا مٌجَرد فَوضَوية ِأَلوانٍ وَبَعثَرَةِ أَورَاق
أَنا وَأَنتَ نَتَقَاتلُ وَعلى فُتاتِ خُبز نَتَهَارَش
فِي دَائِرَةِ الزَمَن جُرِدنا مِن إِحاسيسَنا
إِنسَلَخنَا عَن إِنسَانِيَتِنا وَأَصبحنَا وُحُوشٍ وَأَعدَاء
لَم نَعد نَعلَمُ مَن نَحنُ وَلا نَعتَرِفُ بِتَأريخِ ابَاءٌ وَلا أَجداد
حِقدٌ وَكُرهٍ خَيَمَ عَلى كُل مَساحاتِ البَياضِ بِحاضِرنا وَمُستقبَلِنا
ضَرَبنا بِعَرضِ الحَائِط شُمُوخَ ماضينا وَشَوهنا جَمالَ مَبادِئَنا
تَداخَلَت المُصطلَحاتُ القَبيحَةُ وَ المَفَاهيمِ الجَميلَةُ ببِعضِها
فَلَم نعِد نُدرِكُ مَعنى ::أَنا وَأَخي عَلى ابنُ عَمي
وَالمُرعِبُ أَننا نَجهَلُ مَعنى :: أَنا و ابنُ عَمي عَلى الغَريب
أَصبحنا نَضَعُ شَريطٌ لاصِق عَلَى تِلكَ المَقولَه
لِنوهِم أَنفُسَننا أَننا أَكثَر تَمشياً وَمنطِقِيَّه معَ الوَاقِع
وَتَحتَ عَباءَةِ اللَيلِ نُكَرِرُ كُلَّ يَوم مَأساةِ قَابيلُ مَعَ أَخيهِ هَابيل
وَعَجِزنا أَن نَكونَ مِثلَ ذَاكَ الغُرابِ وَنواري سَواءاتنا
ااهٍ يَازَمَن
,
‘
أَصبَحنا نعَبِأ الضَمير بِزُجاجاتٍ فَارِغةٍ ونَبيعَها عَلى الأَرصِفه
وَقُلوبٌ مُرتَجِفةٌ مِن بُرودَةِ الصَقيع تَتَسولُ قَليلا مِن الدِفء
بِزَمانِ العَولَمه الإِنسانيّةُ وُئِدَت بِيَدِ هَذا المُسمّى إِنسان
الإِنسَانيةُ أَصبَحت بِلا وَطنٍ وعُنوان