رد: مدونتي انا و ذاكرة الحرف و لحظات هدوء
ومن منا لم يندم بعد أن حدث له أمر سيء ما ...
وهمس في داخله بـ " كان بإمكاني أن أتجنب ما حدث لو ..............." ...
أو " لو أنني انتبهت أكثر " ...
أو " ليتني ما تسرعت " ....
حتى أننا بـ تلك العبارات نحفز خلايا الذاكرة ...
فــ نسرع في تخيل ما لو أننا تنبأنا بما سيحدث
واستطعنا تغييره في آخر لحظة ...
.
.
كم فعلتُ ذلك ... وكثيرا ...
كلما حدث أمر ما ... وكان بمقدوري أن أتجنبه لو أنني لم أتسرع ...
أعض على قراراتي أو أفعالي ندما ...
وأنكس رأسي ... خيبة وعتابا ...
وأحدثها مرارا .. ومرارة ... " أنه كان بمقدوري أن أتجنبها لو .........." ....
لا أتوقف عن تعنيف نفسي ... إلا بعد فترة من الزمن ...
إلا بعد أن أتيقن أن ما حدث قد حدث ولن تُغَيِّر تصرفاتي هذه شيئا مما حدث ...
.
.
كنت دائما أقطع شوطا كاملا من الألم ...
حتى أصل لتلك الحقيقة التي تسمى بـ " القدر " ...
وأقولها بكل رضا " قدّر الله وما شاء فعل " ...
لم يكن هناك من إمكانية لتلك " لو ، ليت " ...
بل ولو اتخذت بكل الأسباب وأحطت بها ... لحدث ما كان يجب أن يحدث ...
لكنني دائما ... أقطع ذلك الشوط من الألم والتعنيف النفسي ...
لأصل في آخر المضمار لتلك الحقيقة ...
.
.
ربماآ بعد كل هذا العمر ... سـ أنزع عني قشرة التعذيب الروحي هذه ...
وأتوقف في محطة " ما حدث " دون أن أفكر في الإقلاع للمحطة الموالية
" محطة ماذا لو لم يحدث .؟" ...
كتبتها ذات الم في مكان غير هذا المكان ....."