رد: مدونتي انا و ذاكرة الحرف و لحظات هدوء
أمس في منتصف لليل أتاني
رسالة قصيرة من صديقتي تعيش بالخارج
" إن كان الجسد سجن الروح فإن الكلام سجن المشاعر "..
رسالتها تلك أتت على غفلة
و انا كنت أحاول أن استجدي
عطف عفريت النوم ان يتلطف علي
ببعض من دخانه السحري الذي يغلق الجفون
ويريح الدماغ من وجع التفكير
رسالتها تلك زعزعتني و زلزلتني
لهذا اردت ان ادونها هنا
في ذاكرة الحرف و وجدتني الان افكر
ان كانت الالفاظ فعلا سجنا للمشاعر فما حاجتنا للكلام إذن ..؟؟
ما حاجتنا للسان ....؟ أو حتى للقلم ....؟
لما إذن لا نكف عن لعق الكلمات الجوفاء و الاكتفاء فقط بالصمت ..
هو ارحم بكثير من الثرثرة ما دامت تسجن
مشاعرنا و تصورها بوجه غير الذي نريد ....؟
لما إذن لا نمثل قليلا دور الابكم لنرتاح ونريح ....؟
ثم أ لسنا نعاني كثيرا من فلتات اللسان
يغدر بنا و يوصل غير ما نبغي ايصاله ...؟
أ لا نلعن الكلمات لأنها تخوننا
حين نكون وجها لوجه أمام من نحب
نريد فقط ان نجعله يندم قليلا عن خطأ
ارتكبه في حقنا
المتفجر ودون سابق إنذار
و يتحول ذاك التنبه لجنازة ننعي فيها مشاعرنا ...؟
ثم ها أنا ذي بدل ان اجيبها
اجيب عن كل تساؤلاتي السابقة بتساؤلات اخرى
فإن كان الكلام مجرد تضييع الوقت
فكيف بامكاننا ان نعبر عن مشاعرنا المختلفة ...؟
فـ أنى للصمت أن يعبر عن الحب
الكره
الاستياء
الفرح
الحزن
..
رغم ان الصمت دائما يرتدي نفس الثياب
و نادر جدا ما يغيرها ؟!!
ف إن كان فعلا الصمت
هو من يحفظ للمشاعر صدقها
فكيف بامكانه أن يحفظ لنا
علاقتنا في مجتمع يسمي الساكت جبانا
والصامت كاذبا و قليل الكلام معقدا ...؟