زيوسودرا Ziusudra
هو بطل قصة الطوفان بنسختها السومرية اما اسمه فهو سومري يعتقد ان معناه (الخالد) او (ذو الحياة الطويلة). وقد عُثر على هذه النسخة في مدينة نفر وهي عبارة عن لوح واحد مدونه عليه قصة الطوفان باللغة السومرية.
ويرجح الباحثين ان تأريخ كتابة هذا النص يرجع الى العصر البابلي القديم.
كان زيوسودرا ملكاً صالحاً يخاف الالهة ويعبدها وعلى الأرجح انه كان يحكم في مدينة شروباك (تل فارة حالياً احدى المدن الاثرية في محافظة الديوانية) وهي المدينة نفسها التي كانت موطن بطل الطوفان في النسخة البابلية (اوتونابشتم) وهي من ضمن المدن الخمس التي حكمت فيها سلالات ماقبل الطوفان.
ويبدأ دور زيوسودرا بعد مقدمة قصيرة ناقصة تروي جانباً من قصة الخليقة حيث الالهة العظام انو وانليل وانكي وننخورساك قد خلقوا البشر والحيوانات والنباتات ثم نزلت الملوكية من بعد ذلك من السماء واسست المدن الخمس الأولى وهي اريدو ، بادتبرا ، لاراك ، سبار ، شروباك ويعقب ذلك انخرام بالنص الى السطر 37 الذي يبدأ بشرح وقوع الطوفان أذ يذكر ان الاله انكي يحاول تخليص بعض البشر من فناء الطوفان فيخبر انكي بطل الطوفان زيوسودرا عن قرار الالهة وأفناء البشر ويأمره بأن يني سفينة لينجوا بها من الهلاك ، وبعد بناء زيوسودرا السفينة تهجم الأعاصير وتهطل الامطار الغزيرة التي استمرت لسبع أيام وسبع ليالِ وبعد ذلك تخف شدة الطوفان ويظهر الالهة شمش لينشر نوره في انحاء الأرض فيسجد امامه زيوسودرا ويقوم بتضحية الاضاحي ومن ثم يسجد للاله انو و انليل ويحافظ زيوسورا على ذرية البشر من الفناء وبعدها تقوم الالهة بمنحه الحياة الخالدة .
نقتبس جزء من النص الذي يخص زيوسودرا.
في ذلك الحين كان (يحكم) الملك زيوسودرا الممسوح بالزيت
وكان تقياً وراعً يكثر الدعاء والتضرع
كان يقوم على الدوام خاشعاً (للالهة)
ولم يكن ما سمعه حلماً
تعوذ منه بالسماء والأرض السفلى
سمع زيوسودرا وهو واقف الى جانبه
كان يقف الى الجانب الايسر من الجدار :
يا جدار اريد ان اكلمك فأستمع لكلامي
وتفهم قولي وارشادي :
ستهب عاصفة الطوفان وتجرف المدن والمنازل
وان تدمر نسل البشرية
هو القرار المحتوم من مجمع (الالهة)
انه القرار الذي أصدره انو وانليل وننخرساك والقضاء على الملوكية
تجمعت كل الريح والعواصف المدمرة
وجرف عباب الطوفان جميع المدن
وبعد ان ظل الطوفان يجرف البلاد طوال سبع أيام وسبع ليال
وجرفت العواصف المدمرة السفينة الضخمة وسيرتها في المياه العالية
اشرقت الشمس وأضاءت الأرض والسماء. وأحدث زيوسودرا فتحة في السفينة الضخمة ودخلت اشعة الشمس الى السفينة العظيمة
وسجد الملك زيوسودرا على الأرض امام الاله شمش وقرب الملك عدداً كبيراً من البقر والضأن
(جزء مفقود من النص)
ادعوك بحق السماء والأرض السفلى
اتوسل الى انو و انليل بالسماء والأرض السفلى وأخرجت الحيوانات وتجمعت من الأرض وسجد الملك زيوسودرا امام انو و انليل
اللذان منحاه الحياة الخالدة مثل الالهة وحافظ الملك زيوسودرا على ذرية البشر من الفناء ولقد اسكناه في ارض عبر البحار في المشرق في ارض دلمون.
طه باقر ، مقدمة في ادب العراق القديم ، ص 174-175.
طه باقر ، ملحمة كلكامش ، ص 235-241.