النبيل
العابث الاخير في هــذآ القرن
- إنضم
- 29 أبريل 2020
- المشاركات
- 10,096
- مستوى التفاعل
- 25,593
- النقاط
- 115
- الإقامة
- في المـرايا
- الموقع الالكتروني
- www.facebook.com
لا أريد أن يسألني أحدٌ سؤالاً وأتجشّم عناء الإجابة. أكره الأسئلة، وأكثر منها أكره الأجوبة.الكسل هو الموهبة الوحيدة الّتي أتقنها. حين يطرق أحد بابي لا أفتح، أجمد في مكاني كمومياء فرعونيّة، حتّى ينصرف إلى حال سبيله. ماذا يريد منّي؟! أنا لا أريد أن أخرج، لاشيء في الخارج يستحقّ المشاهدة. هناك فقط شوارع وأناس ذاهبون قادمون، وبيوت وحوانيت ومصابيح ؏ــلىٰ جنبات كُــل الشّوارع. لقد رأيت ذلك مرارًا حتّى تعبت عيني مــن رؤيته، لا توجد أيّ تسلية في إعادة رؤية الأشياء نفسها كلّ مرّة، ولا في رؤية أشياء جديدة. بماذا ستسلّيني رؤية أشياء جديدة؟ بلا شيء. إنّها مجرّد مضيعة للوقت وهدر للجهد وتبديد لطاقة النّوم.
بيتي الآن يبدو مــن البعيد مهجورًا، وهذا هو ما سعيت إليه طيلة سنوات مــن الكدّ والجِدّ بالكسل؛ أن يبدو بيتي مهجورًا.
هناك عنكبوت نسجت عشّها حول قفل الباب، وهي أيضًا كسولة مثلي، أتعلّم منها الكسل بتواضع وتتعلّمه منّي، لا أزعجها ولا تزعجني، لن أفتح الباب أبدًا حتّى لا أخرّب عشّها وأضطرّها للحركة والتّعب