بيان شخصي
ليسَ ثمةَ ما أُخفيه.
عواطفي بدويةٌ،
وقلبي قرويٌ لا يغفر الخيانة؛
أليست الخيانةُ لعبةً حصريةً في أغلبِ الأحيان؟
ليسَ ثمةَ ما أخفيه.
حررتُ قلبي من الغيرة
ونمتُ في حضن استعارةٍ
عامرةٍ بالاحتمالات السعيدة.
واحتفلت بالريح
التي ترفرف في سماواتٍ لا أملكها.
لم أفكر في عمرٍ لا يكفي
حتى لنميمة الجيران.
ليسَ ثمةَ ما أُخفيه.
أمضي العمر
أرقص على إيقاعٍ
لا يسمعهُ أحدٌ،
ولهذا يتهمني الجميع بالحمق
وبتخيل موسيقى أرقص عليها.
رقصةً ليست لسواي.
أرقص على هدي الريح
وهدي الأصوات الخارجة من داخلي
دون أن يسمعها أحدٌ
وحين أتعبُ،
أفعلُ كما الحمام
أصعد عاليًا
أستنشق هواءً نقيًا
ثم أنزل.
ليسَ لديَّ ما أُخفيه؛
في حديقة العمر نبتت أزهارٌ كثيرةٌ
دون أن أعرف أسمها.
نبتت دون قصدٍ،
ودون عنايةٍ مني.
أنا البستانيُّ
الذي اعتنى بحدائق الآخرين،
وترك حديقته لأزهار ضالةٍ،
ومتوحشةٍ،
افترست الأزهار البرئية والصغيرة.
ليس ثمة ما أخفيه.
لهذا سألقى الموت في شارعٍ فسيحٍ،
سألقاه بلا أسرارٌ،
وبلا أعطابٍ في النفس،
تحتاج إلى إصلاح في الأنفاس الأخيرة من العمر.
ليس لدي ما أخجل منهُ،
طوال العمر، وأنا أبحث عن أسباب الفرح.
بحثت عنها كما تبحث النار
عن قشةٍ صغيرةٍ حين تنتهي من التهامِ (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه).
ليس لدي ما أخفيه.
قلبي عليلٍ،
ولا يقوى على التملق.
ودمائي صافيةً
لا تسبح بها كريات الكذب.
لهذا بقيت طوال العمر
في الأسفل،
امسك السلم كي لا يسقط بمرتقيه.
فقيرٍ بلا قطيعٍ،
أمضيت عمري أهش بعصاي
على غيم الشعر،
أجمعه، ثم أنثره.
ألهذا يا صاحبي ترى،
أني أستحق حياةً أخرى،
شرط أن تكون معدلةً،
منقحةً من الألم،
ومزيدةً من الفرح؟