لا أعتقد بوجود شاعر سبق أو لحق محمد مهدي الجواهري في أنسنة السمكة في قصيدة بائعة السمك
حتى أني أخذتني الحيرة ولم أعرف مع أيهما أتعاطف مع السمكة أم مع بائعة السمك
قصيدة بائعة السمك قصيدة لاتقرأ وإنما تُستنشق مثل مقطوعة موسيقية لفريد فرجاد على مهل :
وذاتَ غَداة ٍ وقد أوجفتْ بنا شهوةُ الجائع ِ الحائر ِ
دَلَفنا لـ "حانوتِ" سمَّاكةٍ نُزَوَّدُ بالسمكِ "الكابري"
فلاحتْ لنا حلوةُ المُجتلى تَلَفَّتُ كالرشأ النافر
تـَـشـُـدُّ الحِزامَ على بانةٍ وتفْتَرُّ عن قمرٍ زاهر
من "الجيك" حسبُكَ من فتنةٍ تضيفُ بها رُقيةُ الساحر
فقلنا: علينا – جُعِلنا فداكِ - بما اخترتِ من صيدِكِ النادر
فجاءت بممكورةٍ بضةٍ لعوبٍ كذي خبرةٍ ماكر
تُنفِّضُ بالذيلِ عِطرَ الصِبا وترمقُ بالنظرِ الخازر
تكادُ تقولُ : أمثلي تموتُ ..؟ لُعِنتَ ابنَ آدمَ من جائر ِ
أما في الصِبا ليَ من شافعٍ ..؟ أما لابنةِ "الجيك" من زاجر ِ ؟
أما لي من عودة تُرتجى لملعب أترابي الزاخر
وأهْوَتْ عليها بساطورِها فيا لكِ من جُؤذر ٍ جازر
وثنَّتْ .. فشبَّتْ عروسُ البحار ِ وقَرَّتْ على الجانب الآخر
فقلنا لها : يا ابنة الأجملينَ من كلِّ بادٍ ومن حاضر
ويا خيرَ من لقّن الملحدينَ دليلاً على قُدرةِ القادر
جمالُكِ ، والرقةُ المزدهاةُ خصمان ِ للذابح ِ الناحر!!
وكفُّاك ِ صيغَتْ للثم ِ الشفاه ِ وليست لهذا الدم ِ الخائر
فقالت : أجلْ أنا ما تنظران ِ وإن شقَّ ذاك على الناظر
تعلَّمتُ من جفوة ِ الهاجر !!! ومن قسوة ِ الرجل الغادر