قد يلمسني الجنون (جُنونُ الرَهقِ) وأنا في حضرة طبيب المفاصل .. بغير وعي مني يدفعني للجلوس بطريقةٍ غريبة أمام كادر المَشفى كُله (فقط تخيل أن تجلس جلسة الإفتراش فوق كرسي لعيادة); أو في حضرة أمي وهي تَتحدثُ على الهاتف مع إمرأة دائماً ما تثني عليّ أني رجل طيب، وَافِر اللب، مطيع -في حينِ إني النقيض الصريح لذلك- إني أقرب لحبل مشدود فوق الهاوية -مُستعد لتجريب العدم مِن جديد- من أن أكون رجل طيب تجيب (نعم) على كلِ سؤال، مصدرُ بهجتي التشكيك وفعل الغريب الذي لم يتوقعه أحد; رغمَ أن اخي (الذي يلعب البلاي ستيشن الان ) ما ينفك يعريني على طاولةِ كلُ غداءٍ بقراراتي القديمةِ وبصيرتي السوداويةِ (إذ ان لديَ عَينيّ هِرة لا أرى غيرَ اللونِ الأسودِ والأبيض) وصبري الذي على عكسِ صبره مُرتب دائماً، وكأني هُزمت او سأهُزمُ.. وقتما هو لا يعلم إني الحزن السعيد جداً بكل ما حل بهِ والرَهق الراشد بحدِ ذاتهِ ودلالته.
التعديل الأخير:
