رسالة إلى : ليونيل ميسي
وأنا الذي ترك الوداع تعُّمدًا
من ذا يطيق مرارة التوديع؟
لا أعرف تلك اللحظة التي أثرت فيها انتباهي، ولا اللحظة التي تعرفت فيها على اسمك، أو متى شاهدت أول هدف لك، ولا اللحظة التي أغرمت فيها بك، ولا أتذكر حتى متى صرت انت ملهمي بهذا الشكل .
لكني اعرف بأني هربت من لحظة وداعك، والبكاء عليك، وقول اي جملة تشبه : أشوف وجهك بخير كما قلتها في حياتي كثيراً.
أعرف بأن غصتي هذه اللحظة وأنا أكتب هذه الرسالة لا تختلف عن الغصة التي ودعت فيها حبي، وصديقي محمد .. وهم يحزمون أمتعتهم ليكملوا حياتهم في هذه الأرض التي لا يكفي فيها العيش مئات المرات لتجريب كل شيء فيها، ونحنُ نتوق لتكرارها كل مرة مراتٍ واحدة .
أنك لن تسبح في النهر مرتين أعرف ذلك
لكني كنت أعرف بأن لديك من الشجاعة والبسالة، ما يجعلك قادراً على جعلي أنا الكائن الذي لا يملك إلا قميصه وقلبه بأن أملك الدنيا وما عليها بقدمك الذهبية، بعنانك الذي يصل حدود السماء، بشغفك لكرة القدم، باللعب في مستديرة مرتدياً غرورك الأبيض الذي جعلني أحبك وأنتصر لجذورك كما أحب وأنتصر لعبد الحليم و ام كلثوم ، وردة الجزائرية، ألبير كامو، وأخرون .
لن أنسى كل هدف، أو أسيست، كل إحتفال بكأس جديدة، كل خسارة، كل لحظة كنت تركض فيها وكأنك تقاتل لا تلعب من أجل أن ننعم نحنُ كمحبين للمستديرة بفرحة وحب ويقين
ليو قبل أن أقول وداعاً
شكراً لك
شكراً لأن مرة واحدة لا تحسب .. مرة واحدة هي ابداً
وهذا هو انت
ليونيل المرة الواحدة .. ليونيل كرة القدم .. والموج الازرق