مـرايا

[النبيل]

لم أكن أصدق إن بإمكان الأغاني أن تسخر بالزمن، حتى تعرفت إلى أغنية "بعيد عنك" وكنت لا أزال مراهقا لا يسعه التأكد من أولى شرارات الخمرة التي بدات تلعب برأسه!
في تلك الليلة التي لم أنم فيها لحظة واحدة وأنا أفكر في تلك الأغنية التي استحوذت على عقلي ولا يلتقط لساني غير كلماتها. كما لو انها تعاد في شريط لا متناهٍ.. في تلك الليلة التي بدأت ألمس فيها روح الموسيقى التي يصنعها "بليغ حمدي" كمن يصنع نبيذا، تزداد حلاوته كلما مر عليه الزمن.
في تلك الليلة قبل زمن طويل..
طويل جدا
انتبهت إلى أن "بليغ حمدي" يختلف عن الآخرين
وأن ألحانه تمسني بالصميم.

 

[النبيل]

عندما
تلمسين اوجاعي
الدائمة تحديدا
ينتهي كل شيء
فهؤلاء الخمسة في يدكِ
ليسوا اصابع
بل خمسة اطباء محترفين .

 

[النبيل]

( .. نسبيّةُ الزمنِ في صورةٍ .. )

كثيرًا نرى مشاهِدَ و أحداثًا أمامَنا ، نعتَقِدُ أنّنا رأيناها سابِقًا ، فنُصابُ بالحيرةِ و الذُّهولِ .
أوووه نعم رايتُها قَبلًا .. لا لا يمكن ، أنا أتوَهّمُ فقط .

يقولُ الناسُ و منصاتُ الإعلامِ أن هذهِ صورةٌ التُقِطَتْ قبلَ ساعاتٍ مِنَ الآنِ ، و لكِنّها بالنسبةِ لي ذِكرياتُ سِنينَ خَلَتْ .. أرى فيها ماضِيًا أندُبُهُ كُلَّ جَلسةٍ أمامَ التِلفاز .
بدا لِيَ الزَمَكانُ مُربَكًا لِساعةٍ في مدينَةِ الرياضِ . الماضي ليسَ في تَسلسُلِهِ الطبيعي ، واختَلطَ معَ الحاضِرِ فبدا المشهَدُ كلحَظاتٍ تعتقِدُ أنّكَ رأيتَها ، و الحقيقةُ أنكَ تراها للمرةِ الأولى و رأيتَها مراتٍ عديدةٍ ماضِيًا .

فكيفَ يكونُ الحاضِرُ بالنسبةِ لي ماضِيًا ، أجِبني يا آينيشتاين !

 

[النبيل]

تشعُر ليلة أمس
كأنها من لحظات التكوين الأولى
التي يولد الإنسان فيها بلا "ذاكرة"
لايهبها "الله" إلاّ مرة واحدة
لحظات خاصة بهِ
من صُنعه

ولأنهُ يَعلم
لايَعود العراقيين بِلا "ذاكرة"
إلا عِبر كُرة القدم

جعلهُم يفوزون
فعادوا جميعًا بلا "ذاكرة"
يرقصون ويغنون كأنهُم بالجنة
لم يكُن بين أحدًا منهُم شيئًا ما.

 

[النبيل]

هناك مشاعر كثيرة نعرف نسميها، ومشاعر أخرى لا أسم لها، ولا شرح، ولا حتى مبررات لمرورها في القلب!
مشاعر حِسّيّة تشبه كثيرا ما يقوله سعدي يوسف:
"احترتُ كيف أسميَّ الهواء الذي ليس يسمى"

وهنا احتار كيف أسمي كل ما اشعر بهِ اتجاه Gary Oldman هذا الممثل الذي تفوق على نفسه في الاداء، والمخرج الهائل David Fincher الذي جاء بتحفة تدعى Mank سيتذكرها العالم طويلا.

 

[النبيل]

بممشى ضبابي جميل
ميسان ترتدي ثوباً مخملياً ابيض من قطرات الندى

 

[النبيل]

 

[النبيل]

أول حبة براسيتمول في الشعرية العربية ، قول المتنبي المنيع :

رقّت مضاربُه فهنّ كأنّما
يبدينَ من عشق الرقاب نحولا

 

[النبيل]

في زحمة الركود والرتابة الشعرية ، يداهمنا أمجد حليحل بكلابه ، ويلقي القبض علينا ونحن على دكة الاحتياط ، شكرا على هذه الفارزة النوعية

 

[النبيل]

ما زلت أمنح الأطباء الجدد
أسبابا واضحة لاكتساب الخبرة
واجتياز عقبة العمل .

أعيش بشكل طارئ
في غرفة
تشبه صالة للعمليات
أسمع رنين الأجهزة
من قدح الشاي
وعلب السجائر .

خلف الباب أسمع أدعية الأهل
وموسيقى نينو روتا
التي وضعتها كنغمة رنين
لتذكرني بآل باتشينو
عندما لا يكون الممثل ممثلا وحسب


أنت تعانين كل ذلك
في الجهة الأخرى
تشبهين سيارة إسعاف
لم تنقذ أحدا
تصدرين أصواتا عالية
لتجبري الآخرين على التنحي
والارتباك
تتخلصين من الزحام في كل مرة
ولا تصلين !!!