الجهة الأخرى من الحياة
أنا جذر من الجنوب
مواطنٌ من الدرجة الثانية
أحمل حياتي على كتفي وأجوب المدن.
أفتح شباكاً كل ليلةٍ وأراقب نخلةً في بيت بغداديٍّ يتنفس بصعوبة
وأتذكر بستاناً يتنفس من كل الجهات
في أرضٍ تختنق بالهجران والعطش
المعادلة متوازنة، لكنَّي أتنفس بصعوبة هنا، في العمارة.
ومع ذلك أعيش: مثل نخلةٍ في السماوة.
أواصل حياتي، عبر جذرٍ طويل يمتد من أقصى القرية إلى أقصى أماكن الدنيا.
لا أحاول إزاحة أحد
وكمن يجتازُ بحراً على متنِ طائر
عثرتُ على قلبي في الجهة الثانية من البيت
فرأيت أعماراً قاحلة
وبساتين ترتعشُ من شدةِ العطش.
وإلى نجمة الصمتِ، هربتُ،
أخذتُ حياتي على كتفي
وتركتها تشرب من البحيرة.
الصخب عميم.
عادت إليَّ أيامي-الأيام الخواء-
مثقلةً بالندم
ومرَّ أحدُ أيامي على دراجة هوائية مسرعاً قبل سنوات
عاتبني بقسوةٍ
وفرَّ من جديد..
كمن يجتاز بحراً على متنِ طائر
يصل إلى الضفة
فيجد أن العودةَ أرحب بكثير، من لحظةِ صمتٍ،
تأخذ المرءَ
إلى مشاهدةِ الجهة الأخرى من الحياة.