مـرايا

[النبيل]

( حزن كربلاء )

في الصغر ينام اطفال العالم على صوت فيروز وقصص الف ليلة وليلة، بينما نحن في جنوب الرافدين، ارض الموت، ننام على اصوات امهاتنا بترنيماتهن المؤلمة والتي تبدأ ب ( دللول ) وتنتهي ب ( مشلوع گلبي )، فعُجن الحزن حتى مع اصواتنا،

( كربلاء تركت فيّنا اثرًا لاينتهي )..

 

[النبيل]

ما زلت أطلق حياتي
كأخر سهم على جبين الخلاص
لكنها ما تزال كموقف محرج لا يريد أن ينتهي .

 

[النبيل]

ليلة اخرى ابحث بها عن نفسي

 

[النبيل]

وتسألين على نزفي على وجعي
ماذا اكون إذن إن لم أكن جرحا؟

 

[النبيل]

في انتظار غودو ..

 

[النبيل]

( الطيور ما ردت لاهلنا )


انا لا اعرف سر الجمال في هذه الجملة الخبرية الخالية من الشعر ولماذا تؤثر بي بهذه القوة، لقد اخذت حيزا اكثر من حيزها الطبيعي

كجملة فقط

 

[النبيل]

لم اكن على هبة الاستعداد
ولا اعني زمنا محددا
ففي اقرب فرصة
سأطلبك للمبارزة
سأذكر اسمك امام الجيش
تخيلي كم يكون الامر محزنا
وكالعادة
سنتقاتل حتى الموت ..
بعدها لا تهمني النتيجة
فأنا كما تعلمين
ليس معنيا بالنتائج وما سيترتب عليها
كل ما يعنيني
هو ان اقف امامكِ مرة اخرى
بسيفي ودرعي
وكل ما يتسلح به المقاتلون الاشداء ..
اخبرتكِ بأني لا أسامح
ولا اعني الصحراء فقط ..
فهنالك متسع من الزمن
وسلطات تسمح بذلك
تخيلي.. كيف سأُهزمُ
وكيف ستنتصرين بسيفكِ او بلسانكِ..
تخيلي انني اكذب كثيرا
ولن افكر في قتلك وهنالك بكريٌ واحد على وجه الارض

 

[النبيل]

املك ذائقة انتقائية "نحسه" جداً في معظم أمور حياتي.
الطعام القراءة السينما الموسيقى والأغاني.
في الشعر أنا أكثر انتقائية وأشد "نحوسيه"
لكن "صالح رحيم" هذا الولد الذي صار بالغاً بسهولة. لم يفشل يوما في استفزاز ذائقتي بنصوصه الهائلة!
.....
مَرَّ بنا نساجونَ قبل لحظاتٍ
تَفَقَّدوا أحوالَ الوجود
وضعوا الزمانَ على الرابية
وعلى أطرافِه شادوا غرفةً واسعةً
أدخلوا إلى جوفها الظلال
حَقَنوا الولدَ الذي تعثر بثيابِ أبيه
وصار بالغاً بسهولة.
أوصلوا البريد العاجز في طريقه إلى نفسه
وسَكَّنوا البحرَ المريضَ بأوداجه
النمر الكابي في بريقه
سيقَ إلى (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه)ٍ أرحب
والكتاب في صفحته الأولى إلى غلافِ الصفحة الأخيرة
البنتُ إلى ملاذها
الزرع والمحاصيل
والأيام القاسية
والدنيا..
مرَّ بنا النساجون
ورحلوا..

* صالح رحيم.

 

[النبيل]

الطريقة الوحيدة
التي أتمكن بها من رفع شأن اللغة
هي بالحديث عنك
فأكتب عنك بحنان فائق
كما لو أن في كُل اصبعٍ من أصابعي ..قلب

 

[النبيل]

ها قد وصلنا يا أبا الفضل ، بحسابات الزمن لم نتأخر سوى ١٣٨٥ سنة هجرية فقط ! ولكن بحسابات القلوب سمعنا نداء اخيك يتردد عبر اغشية الزمان والمكان ويدعونا الى القدوم مع عياله علنا نخفف عنهم ولو قليلا من وحشة الطريق ، قام الجنوب كله مرتدين السواد وحاملين حزنهم العظيم المتقد وصرخات امهاتهم وهم يرددون ( عمت عين اهلنا عليك مولاي )

اختلط الصبح بالليل حتى كأن طريقك اصبح خطا واحدا وشمسا ثانية وقمرا منيرا ، واختلط النار بالسيل فكلما نزل غيث دموعهم اوقد نارا نمرودية في صدورهم فهي حرّى وتفجرت المآقي فهي عبرى

كربلاء يا حزننا الابدي ويا عبرتنا المتجددة ويا ملاذنا الحامي، خذينا تحت عبائتك نلوذ بقمرك الشامخ على ضفاف العلقمي يسقينا من معينها ما يسكن ارواحنا ويؤجج مشاعرنا ويورثنا الحزن والدمعة والمصاب ، لا تجعله آخر العهد يا مولاي