رد : موضوع ... المليون رد
وبالفعل فكيف لوجودنا التّافِه والبَخيس أنْ يُنمِّي الفرح الإلهي الخالد والمُطْلق…ومَنْ ذا الذي يستطيع أنْ يَطلُب مِنّا بِكلّ لباقة، أنْ نَقَع في غرام قَرِيبنا (أيْ في غرام كلّ النَّاس وأيّ كان) أو أنْ نَكُون عبثا أصدقاء أعداءنا؟؛ لكنّنا بالرَّغم من ذلك كُلِّه، كان من اللاَّزم علينا أنْ نُترجِم هذه التَّعاليم إلى اللُّغة الإغريقيَّة مثلما سنُترجمها اليوم إلى الإنجليزيَّة حتَّى تكون مفهومة مِن لدن الجميع…هكذا وَجَد أتباع عيسى الأوائل (لأن عيسى هو المعني هنا بطبيعة الحال) أنفُسَهم مُجبَرِين على أنْ يَبتكِروا أو أنْ يُعَمِّمُوا عبارة جديدة، تَنْحَدِرُ مِنْ فِعْلٍ ( الَّذي يعني أُحبّ) لم يكن له وقتئذ أيّ مرادف: وهذا ما أعطانا مفردة أغابي الَّتي سيُترجِمُها اللاَّتينيون بكلمة إحسان …لكن ما المقصود بها؟ يتعلَّق الأمر بِحُبِّ القريب طالما كُنّا قادرين على ذلك: أيْ أنْ نُحِبّ ذلك الذي لا يَنْقُصُنا ولا يُحْسِنُ إلينا (أيْ ذلك الَّذي لَسْنَا عُشَّاقَه ولا أصدقاءَه) لكنّه هُنا، وفقط هنا، ويَلزَمُنا أنْ نُحِبَّه دونما طَمْع، أيْ أنْ نُحِبَّه لِلاشيء إنْ لم نَقُل بالأحرى، لِذَاته كيفما كان، وكيفما كانتْ قِيمَتُه، وكيفما فَعَل بل وحتَّى لَوْ كان عَدُوّا لَنَا…إنَّه الحبّ كما يراه القديس-المسيح، والحبّ كما يراه “جانكليفيتش” و”سيمون فايل”، الذي هو أيضا، إنْ أمكن القول، سِرُّ القداسة.