.
أيها الغريب ..
ألا زال يطاردك وطن ؟!
والشوق يتساقط منك .. عليك
خارجاً منك .. إليك ؟
هكذا قالت جدران غربتي
حين استقبلتني عتبتها
إلى داخل وحدتي وأغلقت الباب ..
تقول المرآة ..
وجهك شاحب
كلما عدت من ذكرى أنثاك التي
بنكهة غـابة مطيرة ..!
لتنمو في مخيلتك
فاكهة بطعم الغياب .
تقول الطاولة ..
ما عدت أتحمل ثقل حنينك
حين تخلع حدبة حلمك وترميها
فوق فراغي وتدندن مواويل
على مقام مزاجك الحزين
يقول التلفاز ..
وهو يلاطف منفضة السجائر
أشعل صدرك ..!
وافقه الدولاب الثرثار ..
الذي لا يغلق فمه وبصق ملابسي
في وجه الحقيبة ..!
تقول الثلاجة ..
أتشعر بالجوع ؟
تفتح الفريزر
تخرج بعض الذاكرة المجمدة
ينظر لها الموقد في خبث
ويتثاءب ..
يقول الوقت الثقيل ..
وهو يمد عقاربه بضجر
لما لا تصرخ ..
كي ترتب كل هذا الإزدحام
في رأسك..؟
أرفع صمتي
في وجهي الذي لم يعد لي
وأبكي ..
نعم ..
لا زلت الغريب يطاردني وطن
صدري وليمة أرق
والغربة عزلتني
من كل مناصب الراحة
راكض منذ قهرين ..
أو أقهر قليلا ً !
أنا الرجل الوحيد الذي
يتسع لكامل الصبر ..
أرتدي الفرح أحياناَ
بضمير الخائف ..!
وفوق جبيني
خريطة سبع وأربعون مدينة
مسكونة بالصمت ..!
.