قَمَر بني هاشِم
والسقَّاء
أبُو الفَضْل العَبَّاس بْنُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِب بن عبدَ المُطَّلِب الهَاشِمِيُّ القُرَشِيُّ
ولد في الرَّابع من شَعْبَان 26،
أما أمه فهي أُم البَنين فاطِمة بنت حِزام الكِلابيَّة.
ويُكنَّى أبُو القاسِم أيضًا.
وُلد العبَّاس بنُ عليّ في المدينة المُنوَّرة سنة 26 هـ /
كان صاحب اللواء يوم العاشر من المحرم،
وهو الذي اقتحم صفوف العدو وكسر الحصار يومي السابع والعاشر من المحرم،
وتمكّن من جلب الماء لمعسكر الحسين ع ف
فلقّب بالسقّاء، واستشهد في طريق عودته من المحاولة الثانية
بعد أن قطعت يداه وأصيبت عينه بسهم وضرب بعمود على رأسه وأريق ماء القربة.
اما نسبه
هو العبّاس بن علي بن أبي طالب
بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
بن قُصَي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب
بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة
بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
أمّه فاطمة (أمّ البنين) بنت حزام بن خالد،
بن ربيعة، بن الوحيد،
وهو: عامر بن، كلاب، بن ربيعة، بن عامر،
بن صعصعة،
تزوجها علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة الزهراء،
فسمّاها أم البنين.
الكنى والألقاب
يكنى بأبي الفضل
وهي أشهر كناه.
وعزى الكثير من العلماء والأدباء ذلك إلى ما اتسم به من فضائل جمّة.
ويكنّى بأبي القاسم،
ألقابه
لقب بمجموعة من الألقاب تحكي عظم شخصيته، منها:
قمر بني هاشم.
باب الحوائج.
الطيّار.
الشهيد.
سبع القنطرة
السقّاء؛ وذلك لما قام به من إقدام وبذله من تضحيات في جلب الماء إلى معسكر الحسين.
العبد الصالح.
صاحب اللواء.
وبلهجة اهل العراق نسميه
(أبو راس الحار)
في اللهجة العراقية،
ولذلك إذا اختلف اثنان أو أرادوا التعاهُد،توجّهوا إلى قبر العبّاس ليحلفوا به.
سيرته
بعد رحيل فاطمة الزهراء سلام الله عليها
طلب علي بن أبي طالب عليه السلام
من عمه عقيل بن أبي طالب،
فسأله بالنص أن يختار له زوجة «قد ولدتها الفحولة من العرب»،
لأتزوجها فتلد لي غلاما فارسا.
فقال له: تزوج أم البنين الكلابية فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها.
فتزوجها،
ولما كان يوم الطف قال شمر بن ذي الجوشن الكلابي للعباس واخوته:
أين بنو أختي؟ فلم يجيبوه.
فقال الحسين ع لاخوته، أجيبوه وإن كان فاسقا فإنه بعض أخوالكم.
فقالوا له: ما تريد؟
قال: اخرجوا إلى فإنكم آمنون ولا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم.
قالوا له: قبحت وقبح ما جئت به أنترك سيدنا وأخانا ونخرج إلى أمانك؟.
واستشهد هو وإخوته الثلاثة سلام الله عليهم في ذلك اليوم.
وروي عن جعفر الصادق:
«كان عمنا العباس بن عليّ نافذ البصيرة، صلب الإيمان،
جاهد مع أبي عبد الله عليه السّلام وأبلى بلاءً حسناً ومضى شهيداً.»
وروي أيضا عن علي بن الحسين:
«رحم الله العباس فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه،
فأبدله الله عزّ وجلّ منهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة
كما جعل لجعفر بن أبي طالب.
وأن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطونها جميع الشهداء يوم القيامة.»
وليس العباس بطلا فحسب انما كان عالماً فاهماً لشرع الله وسيرة رسول الله.
صفاته
ان العباس رجلٌ وسيمٌ جسيمٌ، يركب الفرس المطهّم وقد كان صاحب لواء الحسين،
واللِّواء هو العلم الأكبر، ولا يحمله إلاّ الشجاع الشريف في المعسكر.
و لما طلب الحسين ع من أصحابه الرحيل قام إليه العباس فقال:
«ولِمَ نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبداً.»
ومن أشهر مواقفه في كربلاء لما أخذ عبد الله بن حزام ابن خال العباس أماناً من ابن زياد للعباس واخوته من أمه
قال العباس وإخوته: لا حاجة لنا في الأمان، أمان الله خير من أمان ابن سمية.
ومن شجاعته أنه في كربلاء حين حوصر أربعةُ رجال بين الأعداء ندب إليهم الحسين أخاه العباس
فحمل على القوم وضرب فيهم بسيفه حتى فرّقهم عن أصحابه
ووصل إليهم فسلموا عليه وأتى بهم ولكنهم كانوا جرحى... ».".
«يقال لما ادخلت الرايات على دعي بني أمية يزيد
ورأى راية العباس ومابها من طعن وضرب من جميع انحائها إلا من جهة المقبض
سأل لمن هذه الرية فقيل له للعباس فقام يزيد ثلاث مرات وجلس من حيث لايعلم
ثم قال آبيت يلعباس هكذا يحمل اللواء والا فلا
واشتهر بالسقاء لأنه قتل وهو يحاول احضار الماء للعطاشى من آل البيت في كربلاء
وعندما عاد بالقربة غال به القوم وأوقعوه من فرسه وقطعوا كفيه ومزقوا القربة.
عند استشهاده تروي المصادر أن الحسين وقف عند رأس أخيه وقال
«الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي، وشمت بي عدوي»
وحاول حمله إلا أن العباس رفض معللا أنه يستحي من الأطفال ومن سكينة بنت الحسين
لأنه لم يحضر الماء وكذلك قام بمواساة أخيه الحسين حيث قال العباس:
«أنت تمسح الدم والتراب عني وتواسيني وتنقلني إلى الخيم بعد ساعة وعند سقوطك من سيمسح الدم والتراب عن وجهك».
وبقي الحسين ورأس أخيه العباس في حجره حتى فاضت روحه الطاهرة
يقول راضي القزويني:
أبا الفضل يا من أسّس الفضل والإبا
أبى الفضل إلا أن تكون له أبا
تطلّبت أسباب العلى فبلغتها
وما كلّ ساعٍ بالغ ما تطلّبا
ودون احتمال الضيم عزّ ومنعة
تخيّرت أطراف الأسنّة مركبا
وقال جعفر الحلّي:
وقع العذاب على جيوش أُميّة
من باسلٍ هو في الوقائع معلم
عبست وجوه القوم خوف الموت
والعباس فيهم ضاحك يتبسّم
قلب اليمين على الشمال وغاص في
الأوساط يحصد للرؤوس ويحطم
ما كرّ ذو بأسٍ له متقدّماً
إلّا وفرّ ورأسه المتقدّم
صبغ الخيول برمحه حتّى غدا
سيان أشقر لونها والأدم
ما شدّ غضباناً على ملمومه
إلّا وحلّ بها البلاء المبرم
بطل تورّث من أبيه شجاعة
فيها أنوف بني الضلالة تُرغم
وقال حفيده الفضل بن محمّد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله بن العباس:
إنّي لأذكر للعباس موقفه
بكربلاء وهام القوم يختطف
يحمي الحسين ويحميه على ظمأ
ولا يولي ولا يثني فيختلف
ولا أرى مشهداً يوماً كمشهده
مع الحسين عليه الفضل والشرف
أكرم به مشهداً بانت فضيلته
وما أضاع له أفعاله خلف
السلام عليك سيدي يا ابا الفضل
أشهد انك قد اقمت الصلاة واتيت الزكاة
وجاهدت في الله حق جهاده