أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

تفسير ابن كثير

جاروط

Well-Known Member
إنضم
2 مارس 2016
المشاركات
2,213
مستوى التفاعل
591
النقاط
113
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) [القلم : 20]
( فأصبحت كالصريم ) قال ابن عباس : أي كالليل الأسود .
وقال الثوري ، والسدي : مثل الزرع إذا حصد ، أي هشيما يبسا .

وقال ابن أبي حاتم :
ذكر عن أحمد بن الصباح : أنبأنا بشر بن زاذان ، عن عمر بن صبح ، عن ليث بن أبي سليم ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" إياكم والمعاصي ، إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به رزقا قد كان هيئ له " ، ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم ) قد حرموا خير جنتهم بذنبهم .

( فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ) [القلم : 21]
أي لما كان وقت الصبح نادى بعضهم بعضا ليذهبوا إلى الجذاذ أي القطع.

( فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ) [القلم : 23]
قال مجاهد: كان حرثهم عنبا "فانطلقوا وهم يتخافتون" أي يتناجون فيما بينهم بحيث لا يسمعون أحدا كلامهم.

ثم فسر الله سبحانه وتعالى عالم السر والنجوى ما كانوا يتخافتون به.
 

جاروط

Well-Known Member
إنضم
2 مارس 2016
المشاركات
2,213
مستوى التفاعل
591
النقاط
113
تفسير ابن كثير
@@@@@@

( أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ) [القلم : 24]
فقال تعالى "فانطلقوا وهم يتخافتون أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين" أي يقول بعضهم لبعض لا تمكنوا اليوم فقيرا يدخلها عليكم.

( وَغَدَوْا عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ) [القلم : 25]
أي على قصد وقدرة فى أنفسهم ويظنون أنهم تمكنوا من مرادهم.

قال معناه ابن عباس وغيره.

والحرد القصد.

حرد يحرد (بالكسر) حردا قصد.

تقول: حردت حردك; أي قصدت قصدك.

ومنه قول الراجز:
أقبل سيل جاء من عند الله يحرد حرد الجنة المغلة
أنشده النحاس:
قد جاء سيل جاء من أمر الله يحرد حرد الجنة المغلة.
قال البرد: المغلة ذات الغلة.

وقال غيره:
المغلة التي يجري الماء في غللها أي في أصولها.

ومنه: تغللت بالغالية.

ومنه: تغليت, أبدل من اللام ياء.

ومن قال: تغلفت فمعناه عنده جعلتها غلافا.

وقال قتادة ومجاهد:
"على حرد" أي على جد.

الحسن: على حاجة وفاقة.

وقال أبو عبيدة والقتيبي:
على حرد على منع; من قولهم حاردت الإبل حرادا أي قلت ألبانها.

والحرود من النوق القليلة الدر.

وحاردت السنة قل مطرها وخيرها.

وقال السدي وسفيان:
"على حرد" على غضب.

والحرد الغضب.

قال أبو نصر أحمد بن حاتم صاحب الأصمعي:
وهو مخفف; وأنشد شعرا:
إذا جياد الخيل جاءت تردي مملوءة من غضب وحرد
وقال ابن السكيت:
وقد يحرك; تقول منه: حرد (بالكسر) حردا, فهو حارد وحردان.

ومنه قيل: أسد حارد, وليوث حوارد.

وقيل: "على حرد" على انفراد.

يقال: حرد يحرد حرودا; أي تنحى عن قومه ونزل منفردا ولم يخالطهم.

وقال أبو زيد: رجل حريد من قوم حرداء.

وقد حرد يحرد حرودا; إذا ترك قومه وتحول عنهم.

وكوكب حريد; أي معتزل عن الكواكب.

قال الأصمعي: رجل حريد; أي فريد وحيد.

قال: والمنحرد المنفرد في لغة هذيل.

وأنشد لأبي ذؤيب:
كأنه كوكب في الجو منحرد
ورواه أبو عمرو بالجيم, وفسره: منفرد.

قال: وهو سهيل.

وقال الأزهري: حرد اسم قريتهم.

السدي: اسم جنتهم; وفيه لغتان: حرد وحرد.

وقرأ العامة بالإسكان.

وقرأ أبو العالية وابن السميقع بالفتح; وهما لغتان.

ومعنى "قادرين" قد قدروا أمرهم وبنوا عليه; قاله الفراء.

وقال قتادة: قادرين على جنتهم عند أنفسهم.

وقال الشعبي: "قادرين" يعني على المساكين.

وقيل: معناه من الوجود; أي منعوا وهم واجدون.
 

جاروط

Well-Known Member
إنضم
2 مارس 2016
المشاركات
2,213
مستوى التفاعل
591
النقاط
113
تفسير ابن كثير
@@@@@@

( فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ) [القلم : 26]
( فلما رأوها قالوا إنا لضالون ) أي :
فلما وصلوا إليها وأشرفوا عليها ، وهي على الحالة التي قال الله ، عز وجل ، قد استحالت عن تلك النضارة ، والزهرة ، وكثرة الثمار إلى أن صارت سوداء مدلهمة ، لا ينتفع بشيء منها ، فاعتقدوا أنهم قد أخطئوا الطريق ; ولهذا قالوا : ( إنا لضالون ) أي : قد سلكنا إليها غير الطريق فتهنا عنها . قاله ابن عباس وغيره .
 

جاروط

Well-Known Member
إنضم
2 مارس 2016
المشاركات
2,213
مستوى التفاعل
591
النقاط
113
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) [القلم : 27]
ثم رجعوا عما كانوا فيه ، وتيقنوا أنها هي فقالوا :
( بل نحن محرومون ) أي : بل هذه هي ، ولكن نحن لا حظ لنا ولا نصيب .

( قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ) [القلم : 28]
( قال أوسطهم ) قال ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، ومحمد بن كعب ، والربيع بن أنس ، والضحاك ، وقتادة :
أي : أعدلهم وخيرهم.
( ألم أقل لكم لولا تسبحون ) ! قال مجاهد ، والسدي ، وابن جريج :
( لولا تسبحون ) أي : لولا تستثنون .

قال السدي :
وكان استثناؤهم في ذلك الزمان تسبيحا .

وقال ابن جريج :
هو قول القائل : إن شاء الله .
وقيل : معناه : ( قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون ) أي : هلا تسبحون الله وتشكرونه على ما أعطاكم وأنعم به عليكم.

( قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ) [القلم : 29]
( قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين ) أتوا بالطاعة حيث لا تنفع ، وندموا واعترفوا حيث لا ينجع ; ولهذا قالوا : ( إنا كنا ظالمين).
 

جاروط

Well-Known Member
إنضم
2 مارس 2016
المشاركات
2,213
مستوى التفاعل
591
النقاط
113
تفسير ابن كثير
@@@@@@

( فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ) [القلم : 30]
أي : يلوم بعضهم بعضا على ما كانوا أصروا عليه من منع المساكين من حق الجذاذ ، فما كان جواب بعضهم لبعض إلا الاعتراف بالخطيئة والذنب

( قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ) [القلم : 31]
( قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين ) أي : اعتدينا وبغينا وطغينا وجاوزنا الحد حتى أصابنا ما أصابنا.
 

جاروط

Well-Known Member
إنضم
2 مارس 2016
المشاركات
2,213
مستوى التفاعل
591
النقاط
113
تفسير ابن كثير
@@@@@

( عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ) [القلم : 32]
( عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون )
قيل : رغبوا في بذلها لهم في الدنيا .

وقيل : احتسبوا ثوابها في الدار الآخرة ، والله أعلم .

ثم قد ذكر بعض السلف أن هؤلاء قد كانوا من أهل اليمن - قال سعيد بن جبير : كانوا من قرية يقال لها ضروان على ستة أميال من صنعاء .

وقيل : كانوا من أهل الحبشة - وكان أبوهم قد خلف لهم هذه الجنة ، وكانوا من أهل الكتاب ، وقد كان أبوهم يسير فيها سيرة حسنة ، فكان ما استغله منها يرد فيها ما يحتاج إليها ، ويدخر لعياله قوت سنتهم ، ويتصدق بالفاضل . فلما مات ورثه بنوه ، قالوا : لقد كان أبونا أحمق إذ كان يصرف من هذه شيئا للفقراء ، ولو أنا منعناهم لتوفر ذلك علينا . فلما عزموا على ذلك عوقبوا بنقيض قصدهم ، فأذهب الله ما بأيديهم بالكلية ، ورأس المال ، والربح ، والصدقة ، فلم يبق لهم شيء .
 

جاروط

Well-Known Member
إنضم
2 مارس 2016
المشاركات
2,213
مستوى التفاعل
591
النقاط
113
تفسير ابن كثير
@@@@@@

( كَذَٰلِكَ الْعَذَابُ ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [القلم : 33]
قال الله تعالى :
( كذلك العذاب ) أي : هكذا عذاب من خالف أمر الله ، وبخل بما آتاه الله وأنعم به عليه ، ومنع حق المسكين والفقراء وذوي الحاجات ، وبدل نعمة الله كفرا.
( ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ) أي : هذه عقوبة الدنيا كما سمعتم ، وعذاب الآخرة أشق .

وقد ورد في حديث رواه الحافظ البيهقي من طريق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الجداد بالليل ، والحصاد بالليل .
 

جاروط

Well-Known Member
إنضم
2 مارس 2016
المشاركات
2,213
مستوى التفاعل
591
النقاط
113
تفسير ابن كثير
@@@@@@

( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ) [القلم : 34]
لما ذكر الله تعالى حال أهل الجنة الدنيوية ، وما أصابهم فيها من النقمة حين عصوا الله ، عز وجل ، وخالفوا أمره ، بين أن لمن اتقاه وأطاعه في الدار الآخرة جنات النعيم التي لا تبيد ولا تفرغ ولا ينقضي نعيمها .

( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ) [القلم : 35]
ثم قال : ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ) ؟
أي : أفنساوي بين هؤلاء وهؤلاء في الجزاء ؟
كلا ورب الأرض والسماء ; ولهذا قال

( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) [القلم : 36]
( ما لكم كيف تحكمون ) !
أي : كيف تظنون ذلك ؟ .

( أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ) [القلم : 37]
( ثمإِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ) [القلم : 38]
قال : ( أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخيرون )
يقول : أفبأيديكم كتاب منزل من السماء تدرسونه ، وتحفظونه ، وتتداولونه بنقل الخلف عن السلف ، متضمن حكما مؤكدا كما تدعونه ؟
 

جاروط

Well-Known Member
إنضم
2 مارس 2016
المشاركات
2,213
مستوى التفاعل
591
النقاط
113
تفسير ابن كثير
@@@@@@

( أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۙ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ) [القلم : 39]
( أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون ) أي : أمعكم عهود منا ومواثيق مؤكدة ، ( إن لكم لما تحكمون ) أي : إنه سيحصل لكم ما تريدون وتشتهون

( سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَٰلِكَ زَعِيمٌ) [القلم : 40]
( سلهم أيهم بذلك زعيم ) ؟ أي : قل لهم : من هو المتضمن المتكفل بهذا ؟

( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِن كَانُوا صَادِقِينَ)[القلم : 41]
( أم لهم شركاء ) أي : من الأصنام والأنداد
( فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين )
 

جاروط

Well-Known Member
إنضم
2 مارس 2016
المشاركات
2,213
مستوى التفاعل
591
النقاط
113
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ) [القلم : 42]
لما ذكر تعالى أن للمتقين عنده جنات النعيم ، بين متى ذلك كائن وواقع ، فقال : ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ) يعني : يوم القيامة وما يكون فيه من الأهوال والزلازل والبلاء والامتحان والأمور العظام .

وقد قال البخاري ها هنا :
حدثنا آدم ، حدثنا الليث ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " يكشف ربنا عن ساقه ، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة ، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا " .

وهذا الحديث مخرج في الصحيحين وفي غيرهما من طرق وله ألفاظ ، وهو حديث طويل مشهور .

وقد قال عبد الله بن المبارك ، عن أسامة بن زيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ( يوم يكشف عن ساق ) قال : هو يوم كرب وشدة . رواه ابن جرير ثم قال :

حدثنا ابن حميد ، حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن المغيرة ، عن إبراهيم ، عن ابن مسعود ، - أو ابن عباس الشك من ابن جرير - : ( يوم يكشف عن ساق ) قال : عن أمر عظيم ، كقول الشاعر :

وقامت الحرب بنا عن ساق

وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( يوم يكشف عن ساق ) قال : شدة الأمر

وقال ابن عباس : هي أول ساعة تكون في يوم القيامة .

وقال ابن جريج ، عن مجاهد : ( يوم يكشف عن ساق ) قال : شدة الأمر وجده .

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : ( يوم يكشف عن ساق ) هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة .

وقال العوفي ، عن ابن عباس قوله : ( يوم يكشف عن ساق ) يقول : حين يكشف الأمر وتبدو الأعمال . وكشفه دخول الآخرة ، وكشف الأمر عنه . وكذا روى الضحاك ، وغيره ، عن ابن عباس . أورد ذلك كله أبو جعفر بن جرير ثم قال :

حدثني أبو زيد عمر بن شبة ، حدثنا هارون بن عمر المخزومي ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا أبو سعيد روح بن جناح ، عن مولى لعمر بن عبد العزيز ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( يوم يكشف عن ساق ) قال : " عن نور عظيم ، يخرون له سجدا " .

ورواه أبو يعلى ، عن القاسم بن يحيى ، عن الوليد بن مسلم به ، وفيه رجل مبهم ، والله أعلم .
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )