-- احذري نجم حظك يا عطر فإنه قد أفل ،
-- وكيف أرحم مهجتي ؟!!
-- صاحب العرش يسمع ويرى ،
-- زرقة الليل ترعبني، هل تصدقين ؟
-- ما الجدوى في التقاط صوت موج البحر
-- والله لا جدوى، والله لا جدوى .
ويأتيني من شفتيه الجميلتين كلام معسول ، يحمل بين طياته أملا غاب عني زمنا، فإذا الحياة نعيم حاضر وجنة وارفة الأغصان ، وقد تتكالب على قلبي المتعب هموم ثقال ، هموم تنوء بحملها الجبال الرواسي ، فتأتينى كلماته الرقراقة ، فينتعش قلبي بعد يأس ، ويسعد بعد بؤس ، وتجري في عروقه مجددا دماء الحياة ،
- فهات -من كلماتك العذبة- هات - ، فهنّ والله كلمات أشهى من الشهد وأحلى من العسل ،- هات - فإن بين سطورها للقلب البائس بشريات التفاؤل والأمل .
فقلت لمحدثي بعد طول مكاتبة : لكأن في حديثك عبير يصف أنفاس الحياة اللينة ، وعذوبة تتلألأ كأنها الكواكب والنجوم تصف الدنيا وزينتها ، - ووالله - لقد قرأته مثنى وثلاث ورباع، فوجدت فيه يقين لا يقبل الشك، ونور تبصر به ثمرة القلوب فتراها تضحك في وجوه العابثين ، وروحانية تصف الجنة ونعيمها ، وكأن كل لفظ يجري في خاطري جريان الماء في شرايين الورد ، وكل معنى يتصل بالروح بمدد من السماء
وزدت عليه فقلت : أسحر هذا ؟ أسحر هذا ؟
وكأنك تخط سطورك في روحي،
فإذا هي أنفاس الرحمة ومرآة الأمان .
يقول فرناندو بيسوا :
"اذا لم أكُن أملِكُ حتى ذاتي، فكيف أملكُ شخصاً أخر؟؟"
ويقول فى قصيدة العودة الى لشبونة :
أتريدونني متزوجا ، تافها ، عاديا ، وخانعا ؟
أتريدونني على نقيض ما أنا عليه ، على نقيض كل شيئ ؟
لو كنت شخصا آخر لأرضيتكم جميعا
لكن بما أني كما أنا، فتحلوا بالصبر !
اذهبوا الى الجحيم من دوني !
أو اتركوني أذهب الى الجحيم وحدي
لم ينبغى لنا أن نذهب معا ؟