رسـائل

[النبيل]

عزيزتي "دره"
يقال هناك أشكال عديدة للحب
مثلما هناك لحظات مختلفة في الوقت.
المهم.. هل أخبرتكِ عن ابن صديقي المصاب بالتوحد؟ بالحقيقة أنا لا أعرف شيئا عن هذا المرض، أو بالأحرى لا أريد أن أعرف شيئا عنه، لكني أحب هذا الصغير، واجدني منقادا له عاطفيا في كل مرة أراه فيها واقفا في مواجهة الجدار، مستغرقا بعالمه الخاص. اليوم همست في أذنه: حسنا أيها الصغير، أنت الوحيد الذي بإمكانه أن يكمل حياتي عني!

 

[الاماراتي]

اللي ما يفرق بين أحبك و احبك ما يعرف الحب!

 

[النبيل]

عزيزتي "دره"
فقط لو تعرفين ماذا يدور في رأسي الآن؟
دائما الشيء نفسه
لون كالأزرق وحياة مهدورة.
المدهش أنه، بعد كل الخيبات الكثيرة التي صادفتها في حياتي، مازلت احتفظ بنظارتي سليمة فوق أنفي؟!
طيب..
ربما علينا أن نتفق، أن الأسئلة المجازية لا يلزم الرد عليها بالضرورة!

 

[النبيل]

عزيزتي "دره"
لا أفهم لمَّ يسوء مزاجي فجأة؟!
أشعر بوجود بناء هش يمكنني أن استشعره بسهولة، غير أنه من الصعب علّي أن أشير إليه بدقة، ويحضرني تعبير عميق ومزعج لبساطته لا أذكر أين قرأته أو سمعته، يصف الكون كله على شكل دمعة نازلة تسقط من خلال الفضاء، هذه الدمعة تنزل منذ الأزل ولا تتوقف!

 

[شَمَّـمْ🤍]

ها انا هنا ..
غير آبهة للمرض ..
فهل سيستقبلني العالم بروحي المتورمّة ..!

 

[المشتاق]

إبتسم للحيآة يختفي دآء مافيك
ولتكن الإبتسآمة ضوءٌ مِن أشآفيك
حينها ترى الأغصآن رآقصةً والطيرُ يُنآغيك

المشتآآآآآآآآآق​

 

[النبيل]

عزيزتي "دره"
مؤخرا بدأت اشعر ان الحياة اصبحت لا تطاق وان رتابتها تخنقني وان الايام تمر ثقيلة كسحب أيلول المتباعدة ، اما قلبي فقد صار اشبه ببحيرة ساوة ؛ صحراء قاحلة ، لا شيء جديد في هذه المعمورة سوى نقاشات الفلّاحين صباحا عن تطورات الحرب الروسية-الاوكرانية والتي يستمعون إليها ليلا عبر الراديو واحاديثهم التي تتحول إلى ما يشبه الهمس وهم يتناقلون الأخبار التي تتنبأ بموسم جاف قد يقضي على محاصيلهم ودوابهم .
اما انا فقد بدأت مؤخرا ادفن نفسي في جحيم دانتي وظلمات كارافاجيو ، استمتع بلوحات غوستاف كوربيه والضربات القصيرة والحادة ل فينسنت فان غوخ في الموند بلوسوم ، واقضي النهار اطالع تسلسل ترميز فيبوناتشي على أنغام كورساكوف ، كم هائل من العبث .
بإختصار ، اهرب من الواقع ومن التفكير بكِ ، لم اعد انتظر ساعي البريد كعادتي القديمة غير انه اصبح يزورني في بيتي عصرا لنتناول الأحاديث الرتيبة ونحن نشرب الشاي ، أتصدقين أن ذلك العجوز الذي كنت اخاله رمزا للشر هو صديقي الوحيد ؟! الحياة لها طرقها الغريبة في شرح دروسها لنا .
لم اكتب لك مصادفة ، اليوم هو اول يوم بعد عودتي لرشدي، اكاد اتذكر هلعي قبل شهر من الان عندما علمت بأنكِ لم تختاري تخصص محدد، رجاء لا تصدقي كل ما هو موجود في تلك الكتب الملعونة ولا تتغني بأسماء فرويد ويونغ وفروم وغيرهم من الشياطين ، سيقتلون عفويتك تجاه الحياة .
اتمنى ان اسمع منكِ في قادم الأيام فلقد مللتُ من السماع عنكِ ، كما اتمنى لك عاما يسيرا مليء بالنجاح ،

 

[النبيل]

يقال ان اللوحة الفارغة هي المكان الذي نستطيع تصوير تخيلاتنا عليه.!
مرة أخرى..
إلى صديقي السيء الحظ
ما زلت تزعم -ولديك المبرر طبعا- أنك سوف تكون أول الواصلين في مسار آخر لا يؤدي إلى شيء.
أنت الذي لا تعرف حتى كم عدد الخطوات اللازمة للانتظار.
فقط تذكر نصيحتي التي سوف تتجاهلها كعادتك.
لاشيء يمكن الوصول إليه عندما لايكون هناك من ينتظرك.
ولا شيء يمكن اختزاله بحجة سوء الحظ والصدفة الغبية.!

 

[النبيل]

الى / دره
العنوان / الماجدية - خلف محطة الوقود

عندما أراد السيّاب أن يفتتح انشودته للمطر لم يجد بدا من أن يعرج في البداية على وصف عيون محبوبته ، وما الذّه من وصف ، النخيل والسحر .... اه قلة هم الذين يعرفون هذا الوصف حق معرفته ، الشرفتان والقمر ، ثم يقول أن العيون تبتسم ؟؟!! يا إلهي أيّ نقاء قلب يستطيع أن يرى ابتسامة العيون ؟ وهل يوجد أحد قادر على ذلك ؟
ثم لا يشرع في وصف المطر وإنما يبدأ بوصف خلجات نفسه وهي تستقبل هذا الحدث الجلل ، فتستفيق ملء روحي رعشة البكاء ، أو نشوة وحشية تعانق المساء ...
في الواقع هذا السؤال لطالما ارّقني ، لماذا ارغب في البكاء كلما بكت السماء ؟ وكم كنت سعيدا حين عرفت للمرة الأولى أن السيّاب يشاركني هذه العواطف ، حتى وان لم يعرف السر هو ايضا ، لكن فكرة انني لستُ وحيدا في هذا العالم كانت مطمئنة جدا .

لم اكن اعرف كيف أنه يستطيع سماع النخيل يشرب المطر ؟ وكنت اظن انها إحدى الاستعارات البلاغيّة ، حتى عرفت الحب من خلالكِ ، عندها ادركت اننا عندما نحب شيئا او شخصا نصبح كلًا واحدا مع الطبيعة حتى أننا نستطيع سماع العراق يذخر الرعود ونحن في الكويت !!
غير أن السيّاب يعلمنا ان المطر لا يرتبط بالحب فقط ، فهو استذكار الطفل بوالدته التي تنام نومة اللحود فوق التل ، والجوع في العراق ، أنين القرى والقلوع وحزن الصيّادين ...

ها انا ذا اكتب لكِ وصوت قطرات المطر وهي تقذف نفسها على الشباك يصنع إيقاعا يجعل القلم يثب على السطور برشاقة حتى يكاد يجري دون إرادة مني ، لقد كنت متحمسا جدا هذا المساء -على الرغم من انشغالي- لاحدثكِ عن هذه القطرات الخجولة التي تنبأ ببداية الموسم المطري مع أماني صادقة بأن يكون وفيرا هذه السنة ، إذ لا تحتمل هذه الأراضي الجرداء موسم آخر من الجفاف .

اتخيل يوما ما اننا سنسمع الانشودة معا تحت المطر وهو يغسل قلوبنا معا لاول مرة ، عسى أن تحمل اليكِ ريح نوفمبر القادمة مشاعر الود التي لا تنتقل عبر الحروف ، وارجوا ان لا تقتربي من السيد علي مجددا فقد بدأت افقد الثقة فيه خصوصا ان كل رسائله اليّ كانت محاولات لثنيي عن التشبث بكِ وترهيبي وتصوير الواقع بشكل وحشي دون اي تشجيع او بادرة امل وهو ما سبب لي احباطا في الايام المنصرمة .

وآمل انكِ ستعلمين يوما : أي حزنٍ يبعث المطر ؟

المخلص مصطفى
الماجدية معقل الحركات اليسارية في الجنوب

 

[الصولجان]

أتذكر كم الرسائل التي كتبتها ذات أمل
كان الأمر وهما و انقضى