رد: سوالف اهلنا ( الموروث من الشعر الشعبي )
صبحكم الله بالخير
اليوم راح نسولف عن شاعر ذاع صيته في زمانه وهو الشاعر ابو الغمسي ..
ابو الغمسي هذا ابن عم الشيخ حمد ال حمود شيخ الخزاعل
والذي حجز مكانا مهما في ذاكرة عشائر ووجدان اهل الجنوب ..
ذاع صيته وعبق ذكره على مدى ثلاثة قرون …
وكان الشاعر الغمسي ..ولا يتواني عن قول غرامياته او تشببه بالنساء بكل صراحة
كونه ابن عم شيخ الخزاعل فضلا عن كونه شاعرا له حضورطاغٍ بين شعراء ذلك الوقت
يترقب شعره النساء والرجال وقد ابتدع لون شعري سمي (البو معنه )
وصار يتغنى به الناس في الاعراس والمناسبات لجماله
حتى انه من شدة اشتهار هذا النوع من الشعر سمت النساء في ذلك الوقت احد الحلي باسم (البو معنه )
شاعرنا اليوم حصلت معه حادثه في ايام الحصاد والنيسانيه وهو تولعه باحدى الناكولات ..
لم يستطع الشاعر ابو الغمسي السيطرة على وقاره
وامساك لسانه الذرب و مشاعره الفياضة ازاء احدى (ناكولاته)
فهو الشاعر الفحل في الشجاعة والرهيف جدا في النساء وفي النساء الجميلات
على وجه التحديد ففي يوم من الايام .
جاءت وحفته عن غير قصد وهي تحمل كمية كبيرة من السنابل على راسها (كاره)
بالكاد تثبتها بكلتا يديها..وقد افلتت خصلات فاحمة من شعرها وتناثرت على خدها الحنطي المائل للبياض ..
فاستبد به الهوى وتملكه الشوق ..فمد يده الى (زلفها)خصالها النافرة …
فتنحت عنه بعيدا بحركة مفاجئة ورمت (كارتها ) مبتعدة عنه ….
فشعر بخجل خفيف قال على أثره .
لابسه العسجد وخصر الخلَ خل
وفوگ مجرى الماي شدت خلَ خل
جيت اكض الزلف گالت خلَ خل
إشلون اخلي الزلف وحياتي منه
لم تلتفت لما قال …
ولكنه كان مصرا على ان يفرغ حمولة اشواقه فقال :
لا بسه الشـاگر وگالبته گلب
يا بعد جـوز الچلاوي والگلب
الما تشوفه العين يسلاه الگلب
ولو سلاه الگلب چيف اسلاه انه
وامعانا في الغزل وخروجا عن اللياقة ربما في محاولة واضحة للتملص عن دائرة خجله ..ا
و اصراراً على اسماع مخدومته كل ما يعتمل في داخله .
يا خشيف الواردة بشاطي الحلال
وشاده على الراس چفية حلال
آه وا ويلاه من شافچ حـلال
مصة إرياگچ لعيش ابها سنه
وتسلقت الشمس الافق الشرقي
وجاءت زوجته بالفطور ..
حاملة على راسها طبقا تتكدس فيه ارغفة الحنطة الحارة المخبوزة تواً وصحون الزبدة والدهن….
لقد جرت العادة ان يكون فطور(الناكولات ) و(الدواويس)على حساب صاحب الارض …
فسمعت المراة وهي التي تعرف رهافة ورقة قلب ابو الغمسي..
سمعت بيوت الغزل التي كان يمطرها على الصبية التي كانت تسمعها بقليل من الحياء
والكثير من الفخر والسعادة ..
فهذا ابو الغمسي وغدا ستشتهر وتذيع اشعاره فيها …..
ولكن الزوجة الغيورة والتي تزوجها ابو الغمسي بعد قصة حب طويلة …
قطعت عليهم خلوتهم …وهرعت غاضبة ومهتاجة تتقادح شررا وتقول ..
وعلى طريقة شعره او طوره المسمى ابو معنه…
ربما لتثأر لنفسها وتضع حدا لمجون زوجها وروحه الخضراء …
او ربما كانت تتحدث عن امر حقيقي…إذ قالت
ريت ربك يا غميسي بيدرك
ليش مشيك كل زمانك بيه درك
يلتحوف الناس حافوا بيدرك
لا يعطرونه ويفلسـونك منه
فصدم ابو الغمسي من كلامها الذي كان يعني ان هناك من طرق بابها ..
باب زوجته وهو ابن عم الشيخ وهذا يعني انه ليس بمنأى عما يفعله ويمارسه هو نفسه ..
فشعر بالم كبير وندم ليس له حدود ….
وربما هذا ما دعاه ان يقول هذا البيت في آواخر حياته
البو نخيله على المتن لا متنه
جيرانه وكل العرب لا متنه
شناخذ ويانه للكبر لومتنه
خامه وطريده وصم كصب للمهدر
*الهامش
الناكولات …اي النساء اللاتي ينقلن الغلة الى البيادر لغرض دوسها وعزل الحبوب عن سيقانها..
وهم عمل تختص به النساء حصرا ..فلا يمكن لرجل ان ينقل حمل سنابل على رأسه فهو مناف للعرف السائد .
كارة…وهي نقلة كبيرة من السنابل تحملها النساء على الرؤوس وتسمى كارة ..
ربما لانها مكورة او على شكل مكور الهيئة
الزلف خصلة من الشعر تنزل على الصدغ
الشاكر نوع من القماش النسائي
حافوا ….اي سطوا ليلا ..ويخفف اهل القرى من وصف السارق هنا
إذ يسموه حواف لان الكثير من اهل القرى يمارسون السطو الليلي وكان مقياسا للشجاعة عند الكثيرين ..
فلا يسمونه لصاً او سارقاً بل يسموه دواس ليل
يعطرونه يضربونه او يأخذونه بقوة بقوة