سوالف اهلنا ( الموروث من الشعر الشعبي )

[سعد العراقي راقي]

رد: سوالف اهلنا ( الموروث من الشعر الشعبي )

(( من مدينة سوق الشيوخ))
حدث خلاف بين الشاعر حسين حافظ ال مري ووالده
فانتقل حسين من بستان والده الى دار اخرى
وعند نضوج التمر انتظر حسين ان يرسل له والده حصته من التمر عند{اللكاط} فلم يرسل له الوالد شيئ
ـ فانتظر {الگصاص} كذلك لم يحصل على شيء
ـ فبعث الى والده بيد مرسال هذه الابوذية:


تظل اعيونّه إعله الدرب رابين
ولا جَنّه إبهَذاك البيت رابين
لَوَن ضِحْكه إلي ويّ اسحاق رابين
جا وَدّه التمر بسلالة إليّة!!!

فكتب الوالد ابوذية وارسلها بيد نفس {المرسال}:


نسيت اللي إبهَذاك العُمُر باراك
ورَبّك لليُبُرْ إلأبــو باراك
لَوَنْ ضِحْكه إليْ وِيّ إيهود باراك
جا مَرْ بالشهر مَرْتيْن بِيّه

 

[شَمَّـمْ🤍]

رد: سوالف اهلنا ( الموروث من الشعر الشعبي )

-
ام دار بيها الزمن فكعدت يم ابنها ،، ورا شهرين ابنها حجه وياها ،،
بطريقة الدارمي،،

يكول_الابن
ارد احجي يمه وياج بس لا تزعلين
من باجر نوديج دار المسنين

الام_تكوله
يحبيب اشسويت مني شبدر گول ؟!
بيت ابني رحمة جبير ميلمني معقول ؟!

يكولها_ابنها
اي يمه مرتي تكول تعبتني امك .
صارلها بالشهرين موجوده يمك

تكوله_امه
مرتك ي يمه تكول شعتب عليها !
اعتب عليك شلون ترضى بحجيها ؟!

يكولها_الابن
لا يمه مرتي هواي تعبت خطيه
وسالفتج شما اشوف كلش بطيه

تكوله_امه
يوليدي من شهرين تشگي وتعاني !!
وابطني تسع شهور شايلتك اني ؟!

يكولها_ابنها
ما اكطع اني وياج هم راح امر بيج
صدكيني يمه هواي اريح الج هيج

تكوله_امه
باچر بعيد هوااااي وديني هسه
وبالك تمرني بيوم وديني وانسه

( وختمت_السالفه_تكول )

امشينه بس يفلان خليني اوصيك
البيه مر اليوم باجر يمر بيك ..~

( (

 

[madness man]

رد: سوالف اهلنا ( الموروث من الشعر الشعبي )

قصص جميلة اضفتم فيها بريقا لما كان مظلم هنا

سااعود

 

[madness man]

رد: سوالف اهلنا ( الموروث من الشعر الشعبي )

صبحكم الله بالخير

أكو ولد أسمـه "چسوب" ..
هذا چسوب يعيّـش بمنطقة گلش ريفـية ..
بحيث طول عمره ما شايف بس الزرعـات والنعـجات ..
چسوب الله وفقـه ونجح من السادس بالدفرات لأن چان من المخضرمين بالسادس ..
دخل للكـلية وأنصدم گلش بالأجواء الجامعية ..
باوع يمنى يسرى ..
شاف البنات الحلوات النازكات ..
غم گصته وگال أني وين جنت عايش ! ..
كل يوم أصبّح من الصبح ماكو يمي بس الخرفان .
المهم هالـمسكين من دون كل البنات ..
وگعت عـينه على بنـية يهودية أسمها "سـتيلا" ..
أول ما شافها فگ حلگه عليها وأنعجب بيها هواي وگال من كل ولا بد لازم أتزوجها .
فـ بقى يركض وراها وين ماتروح وغبش يوم الصبح .. وراح لـ ستيلا وگـللها :
ستيله يا بعد كل هلي ..
أني أحبج وصدكيني يتلولح يريد يطيح گلبي من أشوفج
وأريد أتزوجج اليوم گبل باجر .
ستيلا صفنت عليه وگلتـله :
أوك ما عندي مشكلة ..
أنت واحد شهم وتخبل ..
بس أكو مشكلة وحدة ..
وهي أنو أني يهودية وأنت مسلم ..
وأهلي ما يقبـلون أتزوج شخص مسلم .
گلـلها يا بنت الناس وحگ القرعان أحبج
ومستعد أصير يهودي بس تصيرين أليه !
ستيلا فرحت گلش لأن لگت شخص يحبها لهاي الدرجـة ..
فـ گـلتله : أوك چسوب تعال للكنيس حتى تحول ديانتك .
يوم الأحد طلع چسوب .. دخل للكنيس ..
أستغرب من شاف أهل ستيلا مطنگرين و ما سلموا عليه .
"لأن أهل ستيلا چانوا كارهيين چسوب وما يردوا يتزوجها ..
فـأتفقوا ويـه الحاخامات على فد طريقة حتى چسوب يبطل و ميـصير يهودي وميتزوجها" ..
چسوب أجاهم وهو متحمس
فـ گالوله اذا تريد تصير يهودي فـ عدنا شروط لازم تـنفذها ..
گـللهم گولوا وأني بالخدمة ..
گلـوله عدنا هاي بحيرة بيها مي ..
لازم تغطس بيها من البداية وتطلع من الطرف الـثاني و 3 مرات لازم تكرر هالعملية ..
ولازم تگول بصوت عالي كلما تدخل وتطلع هاي العبارة (دخلت منا چسوب وطلعـت منا ديفيد)
المهم چسوب سواها وغطس وطلع وصوته أنبح من وره ما گال بصوت عالي
دخلت منا چسوب وطلعت منا ديفيد .
فـمن خلص بعد ما گدروا يرفضوا ..
فـ بارگوله وگـلوله صار أسمك هسه صار ديفيد .. أنسى أسم چسوب بعد .
المهم تزوج ستيلا . بالبداية چسوب حيل أرتاح ويـه ستيلا ..
بس هي فرضت عليه قوانين صارمة ..
گلـتله أحنا ا نصوم كل أسبوع يوم الأربعاء والجمعة والسبت عن أكل السمچ .
لأن عدنا حرام وأذا شفتك تاكل سمج أعوفك وأروح أتزوج إيفان أبن عمي .
ولا تنسى أنو لازم تصوم 40 يوم .
گاللها تأمرين أمر يا بعد عمري أنتي ..
ماكو أسهل منها .
بس چسوب جان متعود يم أهله يأكل كل جمـعة سمچ ..
المسكين گـدر يصبر أسبوعين وما ياگل سمج .
فد يوم من الايأم قفـلت براسه وگال لازم أكل سمج ..
ما أتحمل بعد ..
متعود ع الحجيـة جانت گل جمعـة تسويلنا ذاك السمج المسگوف .
فـمن شاف ستيلا نامت بالليل هو گعد ..
وراح للثلاجة ..
وطلّـع السمج والعمبـه والخبز ..
وصار يغـمس بالعمـبة وياگل .
بهاي الأثناء چان تجفت عليه ستيلا وكبست عليه
وهو متلبس وياگل وعاطت عليه وگـلتله :
- ولك ديفيد دتاگل سمچ من وراي .. أيا ملعون ؟!!!
هو گاللها :
- ستوته حبي ..
لا تفهميني غلط ..
هذا مو سمچ ..
بس باوعيلي لحظه ..
(سوه لفة مال سمج)
وجاب طاسة العمبـة وحط بيها اللفـه وگال :
طبي منا لفة سمجة وطلعي منا كُفـتة بطاطس
طبي منا لفة سمجة وطلعي منا كفتة بطاطس

 

[madness man]

رد: سوالف اهلنا ( الموروث من الشعر الشعبي )

مسأكم حب

رجل تزوج بنتّ عمه ...
وچان يحبها وهي تحبه
وبعد الزواج عاشوا حياة جميلة والله سبحان وتعالى رزقهم بأطفال ..
وكانت حياتهم الزوجية ماكوا اسعد منها ...
كاانت الزوجة تموت على ابن عمها زوجها وحبيبها وأبو اطفالها ...
وكاانت دائما تگل لزوجها ياحبيبي وياعمري إني مايفرقني عنك بس الموت ....!!
وكان زوجها يگلها يمعوده اذكري الله هو احنه إشفنه من الدنيا حتى انموت
خل نكبر اطفالنه والرايده ربچ يصير ..؟
وشاء القدر إن يصير الفراق !!
في يوم من الأيام بينما كان الزوج بالعمل واذا بالناعي يجيه ويبلغه بوفاة زوجته وحبيبته ...
طبعاً انهارت اعصابه وماكدر حتى يحچي من گد الصدمه ...
وشيعوا اجنازة حبيبته بالليل وعيونه تشوف التابوت ومخنوگ بالعبره
...
ف گال ::
..
شلت عني بسواد الليل ونشال
أصيح اعليك گلبي رعشّ ونشال
يلاهي وياها رايد كون ونشال
بلحد واحد ونگضيها سويه
...
وبعد أربعين يوم على فراگ حبيبته راح يزورها
ومن وصل چانت الشمس تريد تسلم يعني الدنيا غروب
وكان نيته يبات يم گبر حبيبته فوصل ومن بعيد شاف الع°بروخنع°ته العبره
گال ::
..
بمسيت اغروب واعيوني ترابات
درب عاثور وجدامي ترابات
اجيت اليوم يمّ گبرچ ترابات
وبلکي من الله نومت موت اليه ..
...
وعندما وصل إلى الگبر احتضنه بشده وانهار ..
لكن لم تسقط منه أي دمعه ...
فگام يحچي وي حبيبته وخده على كبرها
ف گال .....

عظيم افراگچ اعليه يهد كون
وخناجر تطعن ابگلبي يهد كون
لون الماي البعيني يهد كون
لغرگ المگبره ونغرگ سويه

عن ذالك الحب العميق اتكلم

 

[الحالمة]

رد : سوالف اهلنا ( الموروث من الشعر الشعبي )

اكو واحد عاشگ جارته( بيت گـبال بيت)
يوم من الايام كالوله جيرانك راح يشيلون باچـر يـ فلان
هذا الزلمه ثاني يوم طلع من الفجر وكف بالباب وينتظر الوداع
طلعت امه وراه كالتله يمه دتعال طب للحوش
ما رد ع امه وضل واكف ابمكانه
وعينه على بيت حبيبته
جي الضهر والعصر
وصار الغروب والجماعه بدو يشيلون اغراضهم
طلعت امه كالتله :
ييمه لا تطب بس اگـعد مو رجليك طاحن من الوگـفه اگـعد
رد على امه بهذا الدارمي وهو يبچـي :
طايح ثلث ترباع من حيلي بالگـاع
خاف اگـعد وما اكوم لو صار الوداع

 

[الحالمة]

رد : سوالف اهلنا ( الموروث من الشعر الشعبي )


رجل عشق فتاه وتزوجت
وبعد فتره انعزم عند جماعه وهوه قاعد جا ولد صغير يلعب جنبه
وقام يلعب معه ويساله عن اسمه يوم عرف {اسم ابوه}
عرف انه ولد حبيبته السابقه
وقال هالقصيده.......
#هزتني الذكرئ وانا بين الاجواد
ساعة عرفت اللي الفاني ولدها
طمرت احبه والغلا فيني يزداد
{شميت ريحة حبها في سندها}
ضميته بصدري علئ جروحن جداد
من غير ما اشعر احسب اني بيدها
سالته ودمع الوله فاض وقاد
اسمك وشنهو رد لي من بعدها
مسما علئ اسمي ما نسيت حب الامجاد
الله حسيب اللي حسدني وحسدها
مرت سنين كلها شوق وتنعاد
في عيوني اللي عارف وش عددها
صدفه وفيها خير من الف ميعاد
{{ لا ضاق صدري رحت اناظر ولدها}منقوول

 

[madness man]

رد: سوالف اهلنا ( الموروث من الشعر الشعبي )

يقولون اهلنا ...
أواعدَك بالوَعِد واسگيك يا كَمُّون

يسولفون اهلنه قبل عن عَالِم كان موجود بوحدة من الحواضر
وكان هذا العالِم ذكي كلش وطبيب ودكتور ويعمل عمليات خطيرة وتكون ناجحة.
هذا العَالِم اسمة كَمُّون وكان عندة صبي يشتغل وَيَّاه,
بس كان كِلِّش فَطين ويتعلم بسرعة
بس ما يبين لكمُّون إنه جاي يتعلم من عنده لان كَمُّون مايحب أحد ينافسه ويصير عالم أو طبيب بنفس المدينة ..
وبقى كمُّون هو المرجع والطبيب لأهل هاي المدينة ..
بيوم من الأيام جابوا مريض لكمُّون وهذا المريض داخلة بأذنة حشرة وواصلة لدماغه وما قابلة تطلع..
فبدأ كمُّون يسوِّيلة عملية وبمساعدة الصبي العنده وبعد أن وصل للحشرة لكاهه صايرة فوگ المخ
وكل ما يحاول يرفعها ترفع وياهه المخ.
وطبعا هاي منطقة خطرة وممكن تسبب تلف دائمي فبقى محتار شلون يشيل الحشرة ..
وكان الصبي يراقبه وشاف عجز كَمُّون فنطق بصوت ناصي (النار ياحمار!! ).
غضب كمون من الصبي وضمها إله بس بنفس الوقت عرف الحل هو النار
فحمى الملقط على النار ومسك بيه الحشرة وبس حست بالحرارة رفعت رجليها المتمسكة بالمخ
وكدر يوخرها ويكمل العملية ...
بعد هاي الحادثة تواجه كمُّون مع الصبي وگالَّه:
إنت غلبتني وگدرت تكون أذكى مني وآنا هذا الشي ما أقبله,
فلازم واحد من عدنا يموت .. هنا جاوب الشاب:
انت استاذي وتبقى, بس اذا مصر على أن يموت واحد من عدنا اقترح أن تسقيني السم وأموت
وإذا الله نجَّاني راح آنه أسقيك السم والأولوية لك لأنك الأستاذ وصاحب الفضل ..
صنع كَمُّون سم حتى يسقيه لتلميذه
وبنفس الوقت راح الشاب لوالدته واخبرها باللي راح يصير
وطلب منها إذا احضروه عندها ان تقوم بتبضيع جسمة من كل مكان
حتى ينزل السم وبعد ذلك أن تطلي الجروح بالعسل
وتتركه ليلة بالخرابة حتى تتجمع الحشرات وتمتص السم
وبعد ذلك تدخلة البيت وتداوي جروحه!!!
ذهب الشاب على الموعد ولگة كمُّون محضر السم
فطلب منه بعد أن يشربه أن يوصلوه الى أمه قبل أن يموت حتى يودعها فوافق كمُّون!!!
فشرب الشاب السم وارسلوه الى إمِّه ونفذت ما طلب منها إبنها
وبعد اسبوع تعافى الشاب ورجع لكمُّون ووگف گدامة ..
انصدم كَمُّون لمَّن شافه وعرف إنه نجا من الموت وهَسَّه إجه الدور عليه حتى يشرب السم
لكن الشاب أخبره أن ينتظر لأنه يريد يحضر وصفة سم قوية
وبقى كَمُّون ينتظر والخوف مسيطر عليه وبعد أيام رجع الشاب لكَمُّون
ولگاه متغير وگاطع الاكل والشرب وطلب كَمُّون من عنده السم
لكن الشاب أخبره إنه لم يجهز بعد لان الوصفة قوية جداً وبقى كَمُّون ينتظر والقلق والخوف ماخذ مِنَّه مأخَذ
واستمر هذا الحال مدة من الزمن ومشى قول
اواعدك بالوعد وأسگيك يا كَمُّون بين الناس
وبعد فترة حضر الشاب ومعه كوب أول ما شرب مِنَّه كَمُّون مات
وكان الكوب فيه ماء فقط لكن الخوف والقلق هو إللي مَوَّتَه ...
وذكاء الشاب انقذه من انانية كَمُّون
وإستحواذه على العلم وعدم تعليم الآخرين لمهنته وصنعته

اشلونكم بعد رويحتي

 

[madness man]

رد: سوالف اهلنا ( الموروث من الشعر الشعبي )

غريبة الروح
وماساة شاعرها :

اغنية (غريبة الروح) الشهيرة التي غناها المطرب حسين نعمة
التي تعد أحدى روائع الغناء العراقي
لها حكاية مؤلمة هي ان كاتب الأغنية الشاعر جبار الغزي الذي غادر مدينته الناصرية
ليستقر في بغداد وينقطع عن اهله بعد ان فشل في الزواج من عشيقته لمستواه المادي
و بعد أن انغمس في حياة العاصمة حيث الصخب والصعلكة والأصدقاء
أو قل الفضاء الذي يحتوي تمرده مع أصدقائه الذين أدمنت اقدامهم النوادي الليلية
وزوايا الباب الشرقي بخليطه البشري الذي يرسم لبغداد احدى صورها الغريبة
وفي احد الايام كانت والدة الشاعر جبار الغزي في سفرة لبغداد برفقة أحد أولادها
لغرض زيارة الامام موسى الكاظم (ع) وعندما مرت السيارة في منطقة الباب الشرقي
التي كانت تعرف ان ابنها يتواجد فيها حيث يعرض بسطة صغيرة يبيع فيها بعض الحاجيات ليؤمن مصاريفه
طلبت من ابنها أن يأخذها لولدها جبار لتراه
لكن الابن أو أخ جبار الذي لم ترق له حياة أخيه وصعلكته رفض أن يتوقف ويمنح الأم فرصة لقاء ابنها
لاسيما وانهم متوجهون الى الامام الكاظم (ع) وجبار معروف عنه احتسائه الخمرة بشكل مستمر
وكادت الفرصة تضيع على الأم لولا ان القدر أو حظ المطرب حسين نعمة وقبله حظ متذوقي الغناء الأصيل
تسبب في عطل السيارة في الباب الشرقي تماماً !
وهكذا وبمحض المصادفة رأت الأم ابنها جبار فارشاً مواد بسطته وجالساً على مقعد ربما يكون علبة صفيح (تنكة)
فأقبلت عليه بلهفة الأم التي فارقت ولدها مدة طويلة
وبعد السلام قالت له عبارات أيقظت المارد الشعري في داخل الغزي
حيث عاتبته لعدم مجيئه لأهله قائلة..
(( اشجم عيد مر وانت ما جيت، واشجم سنة هاي وانت ما سألت.. الخ))
من العتب الذي يأتي بهذا السياق من الكلام..
وبعد ان فرغت من كلامها أستأذنها ابنها جبار الغزي
الذي قدحت هذه الكلمات في داخله كلمات الأغنية الشهيرة..
التي تبدأ بعبارة..
غريبة الروح..
لا طيفك يمر بيها
ولا ديرة التلفيها..
جثيرة أعياد مرن وانت ما مريت.. الخ.
لقد رحل جبار الغزي بعد ان اشبعته الحياة عوزاً وحرماناً
وشبع منها ايضاً صعلكة وغربة
لكن اغنية (غريبة الروح) ظلت باقية بعده وان لم يعرف الكثيرون حكايتها هذه .

 

[madness man]

رد: سوالف اهلنا ( الموروث من الشعر الشعبي )

من ذاكرة الحصار


فتحتُ عيناً واحدةً،
وأخرى أثقلها النوم،
رأيت شبحاً بدشداشةٍ بيضاء، يتلمّس الجدران،
ثم يضغط على أزرار المصابيح
يووووه إنه أبي، كعادتِه يطفئ المصابيح فجرًا
لكنّ المثير في الأمر أنه لم يرجع لفراشه
كأنه يستعدُّ لشيءٍ ما
طقطقةٌ طفيفةٌ في المطبخ
بعدها تسرّبت لأنفي رائحة صابون الحلاقة
ما الذي يدعو أبي للاستعداد فجرًا؟
لم يكن على موعدٍ مسبقاً!
أتمّ حلقَ لحيتِه
ثم اتجه لغرفة استقبال الضيوف، حيث أنام
قدمٌ واحدةٌ التهمتها حرب القادسية بين الدولتينِ المسلمتين
للآن لم نعرف المنتصر منهما
فكلّ دولة تُغنّي للنصر في الثامن من آب
وكلُّ نساء الدولتين يقضين هذه الليلة في المقابر
وعينٌ واحدةٌ أطفأها طيشُ الطفولة في عِراك بينه وبين أُخته عمّتنا الكبيرة
هل أُحدّثكم الآن عنها؟
لا، قد أُنسيكم الحدث الذي سيُغيّر تقويم بيتنا الذي أصبح على خطة خطيرة ومثيرة ابتدعها أبي
أيقضني بلا صوت
مؤشراً الي بأن أنتظره قرب الباب الخارجي للبيت
قبل ذلك كنا قد بتنا يوماً وليلةً بلا طعام
بلا طعامٍ أبداً
نفد الخبز الأسود
كان الجوع قد منحنا عطلةً عن المدارس
تأخر عليّ أبي
فدخلتُ أستعلم سبب تأخره
بحثتُ في زوايا المنزل المظلم عنه فلم أجده
سمعتُ خطواته المتعرِّجة نازلاً من السُّلّم
لم يكن يراني
فاسترقتُ النظر إليه
كان يحمل منجلاً بيده!
اتجه أبي نحو أُمي
كان من عادتها إذا أيقضها شخص في الليل تصيح بوجهه: يا ستار
ما الذي سيفعل؟
لم يتخاصما الليلة الماضية
هل سيقتلها؟
تسمرّتُ في مكاني
هيبة أبي ووقاره منعتني من أن أصرخ وأُنبّه أمي
دنا من رقبتها
ثم همس في أُذنها
فابتشرت ملامحها
ما الذي يحصل؟
ماذا أخبرها لتبتشر هكذا؟
هل ينوي أبي ذبحي
دنا مني كثيرًا
أردتُ أن أُخبره بأني لستُ إبراهيمَ الله
أنا إبراهيمُ الجوع
يا أبتِ لا تُصدّق رؤياك
شتّتَ حَيرتي
وأمات وساوس قلبي
بطلبه مني أن آخذ كيساً يحوي ذكريات الطحين
في زاوية المطبخ العتيد القديم
تلمستُ كيساً كبيرًا لذكرى طحين
رفعتُه من الأرض
بقي القليل من الطحين في أصابعي
فلعقتُها لأُنهي مسيرةَ الخبزِ في هذا البيت
لم نكن نعرف فتح الباب الخارجي
أبي هو من يملك الرقم السري لبابنا
(لا أدري لماذا كنا نُقفل الأبواب؟
على ماذا نخاف؟)
حرّك السلسلةَ مراتٍ عديدة
ثم سحبها
ففُتح الباب
خرج
فخرجتُ خلفه
خرج منتشياً كأنّ حلم أمس بمكان كنزٍ ما
الفجرُ يسحبُ نفسه قليلاً قليلاً
ونحنُ نمشي باتجاه الشمس
كنتُ حافياً كآدم
وأبي يتّكئُ على عصاه كموسى
(نبيانِ يخرجان فجرًا ليبحثا عن بديل للخبز)
لا أدري أين الوجهةُ
إلا أننا نمشي باتجاه الشمس
المنجل بيد أبي
والكيس بيدي
(إلى أين تأخذني يا أبي؟)
مشينا حتى تثاءبت الشمسُ ونزعت غطاء الليل عن وجهها
وصلنا الى أرض خضراء واسعة
تحسّس أبي الأرض بقدمه السالمة
ثم جلس
فجلستُ
وابتدأ (يحشُّ) من الأرض
وأنا فاتحٌ الكيس
يضعُ فيه ما يذبح المنجل
لم يكن هناك صوتٌ إلا أنفاسُ أبي
ملأنا الكيس
فحملته على ظهري
ورجعنا إلى البيت
الزهو الذي كان على وجه أبي يُخبر أنه اخترع شيئاً عظيماً
فرحاً كأنه انتصر على القدر والحصار
وصلنا البيت
فوجدنا الكلَّ منتظرين وصولنا بحرارة
أنزلتُ الكيس
فهجم المنتظرون على الكيس
يُفتشون عما فيه
أُمي قالت باستعطافٍ يُثيرُ الحجر:
- ماذا جلبتَ لنا؟
- طعامٌ يكفي ليومين
تذوقت أُمي أول ورقة من الكيس
ابتلعتها بصعوبة
ثم تصنّعت طعمها الجميل
ووزّعت على كلّ واحد منا باقةً من الكيس
واحتفظتْ بالباقي
ظهرًا، وبينما نحنُ مستعدون لتناول غداءنا، باغتنا دخول خالي الذي خبر كلَّ الحروب والمآسي
فجلس بسيطاً معنا لتناول غدائه
قدّمت له أُمي باقتها
نظر إليها
- ما الذي تأكلون؟
- حندگوك، على رواية أبي
- لا، هذا (جت)، طعام الأغنام.