جاروط
Well-Known Member
- إنضم
- 2 مارس 2016
- المشاركات
- 2,213
- مستوى التفاعل
- 591
- النقاط
- 113
رد: علل النحو. للوراق ( متجدد )
علل النحو ( ظ© )
ـــــــــــــــــــــــــــ
و أما الجرمي فجعل انقلاب هذه الحروف هو الإعراب، و قوله أيضا مختل، لأن أول أحوال الاسم الرفع فإذا هو في حال الرفع غير منقلب، و إذا لم يكن منقلبا وجب أن يكون الاسم غير معرب، فيؤدي إلى أن يكون بعض التثنية و الجمع معربا، و بعضه مبنيا.
و قد روي عن غير هؤلاء أنهم جعلوا هذه الحروف هي الإعراب، كالضمة و الفتحة و الكسرة، و هذا القول هو أضعف الأقاويل، لأن شرط الإعراب ألا يخل سقوطه بمعنى الكلمة، إذا كان زائدا على بنائها، و نحن لو أسقطنا هذه الحروف التي تدخل على التثنية و الجمع، لزال معنى الكلمة، فلهذا لم يجز أن تكون أعرابا.
و اعلم أن المذكر و المؤنث يستويان في التثنية، لأن طريقة التثنية واحدة، إذ كان معناها لا يختلف، و إذا كان الاثنان لا يكونان أكثر من اثنين، فجعل لفظهما أيضا غير مختلف.
و أما الجمع و إن كان فرعا على الواحد كالتثنية فإنه غير محصور، فلم يجب أن يكون لفظه محصورا، فلهذا جاء مختلفا، و فارق التثنية، و إن استويا في أنهما فرعان على الواحد.
و أما الواحد فلم يجب أن يلزم لفظا واحدا، لأنه أصل مبتدأ به، موضوع على أشخاص يفصل بينهما بحدود و خواص، فلا بد أن تكون ألفاظه مختلفة، و التثنية و الجمع يراد بهما الشيئين، يضم بهما الشيء إلى مثله، فلهذا كان يجب أن تكون ألفاظها متفقة، و لكن وجب الفصل بين التثنية و الجمع لما ذكرنا.
فإذا أردت جمع المؤنث جمع السلامة زدت في آخره ألفا و تاء، و إنما وجب زيادة هذين الحرفين لما ذكرناه.
إن حروف المد أولى بالزيادة، و كانت الألف أولى في هذه المواضع، لأنها أخف حروف المد، و المؤنث ثقيل، و الجمع أيضا ثقيل، فوجب أن يدخل أخف الحروف، فكانت الألف أحق بذلك لخفتها، و لم يجز أن تزاد معها من حروف المد و اللين لما ذكرناه من وجوه قبله إلى غير جنسه، و لم يجز الاقتصار على الألف وحدها لئلا يلتبس بالتثنية، فطلبوا حرفا يكون بدلا من الواو التي هي حروف مد، فجاؤوا بالتاء.
ألا ترى أنها تبدل من الواو في ( تخمة و تجاه ) ، و الأصل: ( وخمة و وجاه ) .
و كان أيضا إدخال التاء أولى، لأنها - مع مقاربتها للواو - توجب حذف التاء التي في الواحدة، فنقول في مسلمة: مسلمات، و الأصل: مسلمتات، فأسقطوا التاء الأولى اكتفاء بالثانية، و كانت أولى بالإسقاط، لأن الثانية تفيد معنى التأنيث و معنى الجمع، فلهذا كانت أولى بالإسقاط من الثانية، و إنما أسقطوها لئلا يجتمع تأنيثان.
فإن قال قائل: ألست تقول في حبلى: حبليات، و الألف في حبلى للتأنيث، فقد أثبتها في الجمع و جمعت بين تأنيثين، فهلا جعلت ذلك في التاءين؟
فالجواب في ذلك من وجهين:
أحدهما: أن علامة التأنيث في حبلى الألف، فإذا جمعت انقلبت الألف، فزالت علامة التأنيث فعلى هذا الوجه لم يجمع بين تأنيثين.
و الوجه الثاني: أن علامة التأنيث في (حبلى) مخالفة لعلامة التأنيث في الجمع، و نحن في (مسلمات) لو أقررنا اللفظ على هذا، لكنا قد جمعنا بين تأنيثين صورتهما واحدة، فلهذا حذفنا إحداهما. فإذا أقررنا علامة التأنيث في (حبلى) مع علامة الجمع، لم نكن قد جمعنا بين صورتي تأنيث، فيجوز الجمع بينهما لاختلافهما.
و هذا الوجه أيضا ذكرناه لنبين أن بين ما يجتمع فيه صورتا تأنيث و بين ما تختلف فيه الصورتان فرقا، و العلة الأولى كافية.
فإن قال قائل: قد ادعيت أن التاء علامة التأنيث، و نحن نراها في الواحدة هاء في الوقف؟
قيل له: أصله التاء، و إنما وقف عليها بالهاء ليفصل بين تأنيث الاسم و تأنيث الفعل.
فإن قيل: فما الدلالة على ذلك؟
علل النحو ( ظ© )
ـــــــــــــــــــــــــــ
و أما الجرمي فجعل انقلاب هذه الحروف هو الإعراب، و قوله أيضا مختل، لأن أول أحوال الاسم الرفع فإذا هو في حال الرفع غير منقلب، و إذا لم يكن منقلبا وجب أن يكون الاسم غير معرب، فيؤدي إلى أن يكون بعض التثنية و الجمع معربا، و بعضه مبنيا.
و قد روي عن غير هؤلاء أنهم جعلوا هذه الحروف هي الإعراب، كالضمة و الفتحة و الكسرة، و هذا القول هو أضعف الأقاويل، لأن شرط الإعراب ألا يخل سقوطه بمعنى الكلمة، إذا كان زائدا على بنائها، و نحن لو أسقطنا هذه الحروف التي تدخل على التثنية و الجمع، لزال معنى الكلمة، فلهذا لم يجز أن تكون أعرابا.
و اعلم أن المذكر و المؤنث يستويان في التثنية، لأن طريقة التثنية واحدة، إذ كان معناها لا يختلف، و إذا كان الاثنان لا يكونان أكثر من اثنين، فجعل لفظهما أيضا غير مختلف.
و أما الجمع و إن كان فرعا على الواحد كالتثنية فإنه غير محصور، فلم يجب أن يكون لفظه محصورا، فلهذا جاء مختلفا، و فارق التثنية، و إن استويا في أنهما فرعان على الواحد.
و أما الواحد فلم يجب أن يلزم لفظا واحدا، لأنه أصل مبتدأ به، موضوع على أشخاص يفصل بينهما بحدود و خواص، فلا بد أن تكون ألفاظه مختلفة، و التثنية و الجمع يراد بهما الشيئين، يضم بهما الشيء إلى مثله، فلهذا كان يجب أن تكون ألفاظها متفقة، و لكن وجب الفصل بين التثنية و الجمع لما ذكرنا.
فإذا أردت جمع المؤنث جمع السلامة زدت في آخره ألفا و تاء، و إنما وجب زيادة هذين الحرفين لما ذكرناه.
إن حروف المد أولى بالزيادة، و كانت الألف أولى في هذه المواضع، لأنها أخف حروف المد، و المؤنث ثقيل، و الجمع أيضا ثقيل، فوجب أن يدخل أخف الحروف، فكانت الألف أحق بذلك لخفتها، و لم يجز أن تزاد معها من حروف المد و اللين لما ذكرناه من وجوه قبله إلى غير جنسه، و لم يجز الاقتصار على الألف وحدها لئلا يلتبس بالتثنية، فطلبوا حرفا يكون بدلا من الواو التي هي حروف مد، فجاؤوا بالتاء.
ألا ترى أنها تبدل من الواو في ( تخمة و تجاه ) ، و الأصل: ( وخمة و وجاه ) .
و كان أيضا إدخال التاء أولى، لأنها - مع مقاربتها للواو - توجب حذف التاء التي في الواحدة، فنقول في مسلمة: مسلمات، و الأصل: مسلمتات، فأسقطوا التاء الأولى اكتفاء بالثانية، و كانت أولى بالإسقاط، لأن الثانية تفيد معنى التأنيث و معنى الجمع، فلهذا كانت أولى بالإسقاط من الثانية، و إنما أسقطوها لئلا يجتمع تأنيثان.
فإن قال قائل: ألست تقول في حبلى: حبليات، و الألف في حبلى للتأنيث، فقد أثبتها في الجمع و جمعت بين تأنيثين، فهلا جعلت ذلك في التاءين؟
فالجواب في ذلك من وجهين:
أحدهما: أن علامة التأنيث في حبلى الألف، فإذا جمعت انقلبت الألف، فزالت علامة التأنيث فعلى هذا الوجه لم يجمع بين تأنيثين.
و الوجه الثاني: أن علامة التأنيث في (حبلى) مخالفة لعلامة التأنيث في الجمع، و نحن في (مسلمات) لو أقررنا اللفظ على هذا، لكنا قد جمعنا بين تأنيثين صورتهما واحدة، فلهذا حذفنا إحداهما. فإذا أقررنا علامة التأنيث في (حبلى) مع علامة الجمع، لم نكن قد جمعنا بين صورتي تأنيث، فيجوز الجمع بينهما لاختلافهما.
و هذا الوجه أيضا ذكرناه لنبين أن بين ما يجتمع فيه صورتا تأنيث و بين ما تختلف فيه الصورتان فرقا، و العلة الأولى كافية.
فإن قال قائل: قد ادعيت أن التاء علامة التأنيث، و نحن نراها في الواحدة هاء في الوقف؟
قيل له: أصله التاء، و إنما وقف عليها بالهاء ليفصل بين تأنيث الاسم و تأنيث الفعل.
فإن قيل: فما الدلالة على ذلك؟