رد: قبل الخط الاحمر
كُل مايكتبهـُ قلمي إن كان مني أو مقتبس
هو لا يعني اح ـد أبـدآ من أهل الفخامة .. أرجو
الأستيعااب .. وكفى ...!!!!
استوقفتني هذه العبارة
لسمو الأخت العزيزة
الفصول الأربعة
ربما هي ليست المرة الأولى التي يتطرق من خلالها أحدنا لهذه الفكرة تحديداً
لكنها بالتأكيد تشي بحجم القيود التي تكبل ارواحنا
وتمنعها من نيل حرية الكتابة بأي اتجاه كان
كم فاتنا أن ندوّن خلجات افكارنا ,, بحرية تامة
خشية أن تترك في ذهن المحيطين بنا .. إنطباعاً يجانب الواقع
وبصراحة تامة نجد أن الأغلب من الناس يتبنون فكرة غاية بالسطحية
أن كل العلاقات أيّ كان نوعها تقتصرعلى فكرة واحدة
هي الحب
وكل الممارسات والسلوكيات اليومية وردود الأفعال
تدور في فلك الحب ولعل ما نكتبه من مشاركات تخضع لتلك الشبهة
فكتاباتنا وإن تنوعت فهي حتماً بنظر البعض أنها تعبر بشكل أكيد عن حالة الكاتب
وعليه فإن اقتباسة جميلة تتحدث عن الشوق فهي لا محالة تشير أن الكاتب يعيش حالة الشوق
وأي منشور يصف الغياب سوف يؤكد على معاناة الكاتب من غياب محبوبه
وأي سطر يصف العتاب فهو دلالة أكيدة أن الكاتب يعاتب حبيبته ولابد أيضاً أن خلاف ما نشب بينهم
أما تواصيف الحب وجماله وعالمه فتلك اشارة واضحة أنك قد وقعت فيه
أي قيود ساذجة هذه ..؟
ولماذا تختزل كل تفاصيل الحياة .. بفكرة واحدة
من وجهة نظري أن من يعشق الفنون الأدبية
يحق له تبني العديد من الأفكار ويترجمتها الى قصائد أو رسائل أدبية أو قصص ..ألخ
وليس بالضرورة أن يكون الكاتب قد عاش تلك التجربة أيّ كانت
يحق له أن يقتبس ما شاء من النصوص والعبارات التي تقترب من ذائقته
دون احتمال أن يُتهّم بجوهر الفكرة التي كان يكتب بصددها
يحق له أن يتنفس حرية التعبير عن ذائقته او كل تلك الأفكار التي تصنعها مخيلته
أن يكتب عن الحرية دون ان يكون مستعبداً أو أن يكتب عن الخيانة
وهو يعيش علاقة غزيرة بالوفاء وخالية من الخيانة
أن يكتب عن الحب كمشاعر انسانية سامية وهو لم يجرب الوقوع فيه
أن يكتب عن البعد رغم إن معشوقته تدثر أحضانه وتنام جوار قلبه وهي على بعد نبضة
بالنهاية فالانسان محكوم بحزمة من المشاعر والمتبنيات والآراء القابلة للتغيير مع تغير الزمان والمكان
وهو جزء من محيط ينفعل به ويتفاعل معه
فقد تفطر قلبه دمعة يتيم فيكتب عنها دون أن يكون قد عاش تجربة اليُتم
وربما تهتز دواخله لمشهد في فلم ما فيسارع لترجمة انفعاله بتلك اللحظة التي عاشها مع المشهد
قد يكتب بشكل رائع عن تجربة زوجية لشخص مقرب قد عاش بعض تفاصيلها بحكم القرب
دون أن يكون الكاتب متزوجاً بالأصل
وقد يكتب عن حرية العزوبية ومزاياها وهو متزوج وربما بأكثر من واحدة
وهناك الكثير من التفاصيل التي يسكبها الكاتب على الورق والشاشة الزرقاء
والتي لا تعنيه بصورة مباشرة اطلاقاً فالنفس تختلج بما لها وبما ليس لها
فلسنا بالواقع انعكاس لدواخلنا ومرآة لذاتنا .. فحسب
بل نحن انعكاس للمحيط بكل تفاصيله ولسنا سوى رد فعل لمتغيرات الحياة وكل ما يجري فيها
ومن المؤسف أن نقيد أفكارنا خشية الوقوع في دائرة الظن والاتهام
ذلك الظن الذي يستمد معطياته من الشكل السطحي للموضوع ويشاهد القشرة الخارجية
التي قد تختلف عن المضمون اختلافاً جذرياً
وهذا ما يقال عنه ( الناس تحكم على الظاهر )
تباً لتلك الظنون ولتلك السذاجة التي تسلبنا حرية الفكر
وتحرمنا لذة الكتابة بالنحو الذي نريد و تشتهيه أرواحنا
وكأن الأخت الراقية الفصول الأربعة بعبارتها تلك
قذفت بالحصى في نهري الساكن رغم الامتلاء
فخرجت هذه الفضفضة
من هنا أدعوكم جميعاً
لتنفس .. الحرية