النبيل
العابث الاخير في هــذآ القرن
- إنضم
- 29 أبريل 2020
- المشاركات
- 12,249
- مستوى التفاعل
- 26,081
- النقاط
- 115
- الإقامة
- في المـرايا
- الموقع الالكتروني
- www.facebook.com
أنت لا تعرف ذلك الشعور الذي يجعلك تقف أمام الشاشات مسلوب الإرادة، مسحور العين، منهزم المشاعر، ولا تدري كيف أن قلبك الذي ينبض بين ضلوعك بات ملكًا لرجل واحد، لرجل جعل المستحيل يبدو سهلًا، جعل الفن يبدو بديهيًا، جعل كرة القدم تختزل كل معاني الحياة في لمسة، في نظرة، في خطوة يخطوها نحو المرمى، في لحظة يقرر فيها أن يُنهي كل قوانين الطبيعة ويخلق قانونًا جديدًا… قانون ميسي.
إنك لا تعرف ذلك الانبهار الذي يجعلك تدرك أنك تعيش في زمنٍ استثنائي، أن الله قد منحك فرصة ذهبية لتكون شاهدًا على أعظم لاعب في التاريخ، لتكون واحدًا ممن أحبوه حتى الجنون، ممن صنعوا له تمثالًا في قلوبهم قبل أن يُنحت له في ساحات المجد. إنك لا تعرف ذلك العشق الذي يجعلك تذوب فرحًا حين يركض، وتبكي حين يتألم، وتخشى أن يمر الوقت سريعًا فتجده ذات يوم قد رحل، تاركًا خلفه إرثًا ثقيلًا من الذكريات، إرثًا من السعادة التي لا تعوض، إرثًا من الدموع التي سقطت في ليالي الانتصار وليالي الانكسار، إرثًا من الأهداف التي لم تكن مجرد أرقام، بل كانت قصائد تُكتب على العشب الأخضر بحبر الدهشة والروعة والجمال.
عشرون عامًا مرت كالحلم، كأنها ومضة برق في ليلة مظلمة. كنت صغيرًا بلغة العاشق حين رأيته لأول مرة، كان نحيل الجسد، خجول العين، لكنه كان وحشًا حين تلمس قدماه الكرة، كان كيانًا لا ينتمي لعالمنا. لم أكن أعرف حينها أنني سأرتبط به إلى الأبد، أنني سأحفظ تفاصيل وجهه كما يحفظ العاشق وجه معشوقته، أنني سأتابع خطواته كأنها خطواتي، أنني سأعيش معه كل لحظة من لحظات مجده، من انتصاراته الساحقة إلى انكساراته التي كانت توجعني أكثر مما توجعه، كأنني كنت أريد أن أحمل عنه الألم، أن أقول له: دع عنك هذا العبء، فقد حملت وحدك ما لا يحمله بشر.
حين رحل عن برشلونة، شعرت أن قلبي قد شُطر إلى نصفين، كأن المدينة التي كانت تضج بالحياة قد أصبحت مدينة أشباح، كأن الملعب الذي كان معبدًا للفن قد صار مجرد مستطيل أخضر بلا روح. كنت أظن أن الحب سيتراجع، أن البُعد سيطفئ جذوة العشق، لكنه زاد، تضاعف، صار أقوى من أي وقت مضى. كيف لا، وهو لم يكن مجرد لاعب؟ لم يكن مجرد قميص يحمل رقمه؟ لم يكن مجرد أهداف وبطولات؟ كان هو الشعور، هو الذكرى، هو الوجه المشرق لطفولتنا بلغة المحب، هو الشيء الوحيد الذي جعلنا نؤمن أن السعادة ممكنة، أن الفرح يمكن أن يُصنع بلمسة ساحرة، بتمريرة مستحيلة، بتسديدة تخترق قوانين الفيزياء وترسم قوسًا قزح في سماء المستديرة.
لا يهم كم من الوقت تبقى له في الملاعب، لا يهم كم من السنوات يمكننا أن نحظى بها معه، فما زرعه فينا لن يموت أبدًا. نحن الجيل الذي عاش ميسي، نحن الذين شاهدناه وهو يصنع التاريخ، نحن الذين رأيناه وهو يكبر أمام أعيننا، يتحول من الفتى الصغير الذي كان يبكي في المباريات إلى القائد الذي أبكانا جميعًا في مونديال 2022، حين رفع الكأس ورفع معه قلوبنا إلى السماء.
كم أنا محظوظ، كم أنا فخور، كم أنا ممتن لأنني كنت هنا… في زمن ميسي.

إنك لا تعرف ذلك الانبهار الذي يجعلك تدرك أنك تعيش في زمنٍ استثنائي، أن الله قد منحك فرصة ذهبية لتكون شاهدًا على أعظم لاعب في التاريخ، لتكون واحدًا ممن أحبوه حتى الجنون، ممن صنعوا له تمثالًا في قلوبهم قبل أن يُنحت له في ساحات المجد. إنك لا تعرف ذلك العشق الذي يجعلك تذوب فرحًا حين يركض، وتبكي حين يتألم، وتخشى أن يمر الوقت سريعًا فتجده ذات يوم قد رحل، تاركًا خلفه إرثًا ثقيلًا من الذكريات، إرثًا من السعادة التي لا تعوض، إرثًا من الدموع التي سقطت في ليالي الانتصار وليالي الانكسار، إرثًا من الأهداف التي لم تكن مجرد أرقام، بل كانت قصائد تُكتب على العشب الأخضر بحبر الدهشة والروعة والجمال.
عشرون عامًا مرت كالحلم، كأنها ومضة برق في ليلة مظلمة. كنت صغيرًا بلغة العاشق حين رأيته لأول مرة، كان نحيل الجسد، خجول العين، لكنه كان وحشًا حين تلمس قدماه الكرة، كان كيانًا لا ينتمي لعالمنا. لم أكن أعرف حينها أنني سأرتبط به إلى الأبد، أنني سأحفظ تفاصيل وجهه كما يحفظ العاشق وجه معشوقته، أنني سأتابع خطواته كأنها خطواتي، أنني سأعيش معه كل لحظة من لحظات مجده، من انتصاراته الساحقة إلى انكساراته التي كانت توجعني أكثر مما توجعه، كأنني كنت أريد أن أحمل عنه الألم، أن أقول له: دع عنك هذا العبء، فقد حملت وحدك ما لا يحمله بشر.
حين رحل عن برشلونة، شعرت أن قلبي قد شُطر إلى نصفين، كأن المدينة التي كانت تضج بالحياة قد أصبحت مدينة أشباح، كأن الملعب الذي كان معبدًا للفن قد صار مجرد مستطيل أخضر بلا روح. كنت أظن أن الحب سيتراجع، أن البُعد سيطفئ جذوة العشق، لكنه زاد، تضاعف، صار أقوى من أي وقت مضى. كيف لا، وهو لم يكن مجرد لاعب؟ لم يكن مجرد قميص يحمل رقمه؟ لم يكن مجرد أهداف وبطولات؟ كان هو الشعور، هو الذكرى، هو الوجه المشرق لطفولتنا بلغة المحب، هو الشيء الوحيد الذي جعلنا نؤمن أن السعادة ممكنة، أن الفرح يمكن أن يُصنع بلمسة ساحرة، بتمريرة مستحيلة، بتسديدة تخترق قوانين الفيزياء وترسم قوسًا قزح في سماء المستديرة.
لا يهم كم من الوقت تبقى له في الملاعب، لا يهم كم من السنوات يمكننا أن نحظى بها معه، فما زرعه فينا لن يموت أبدًا. نحن الجيل الذي عاش ميسي، نحن الذين شاهدناه وهو يصنع التاريخ، نحن الذين رأيناه وهو يكبر أمام أعيننا، يتحول من الفتى الصغير الذي كان يبكي في المباريات إلى القائد الذي أبكانا جميعًا في مونديال 2022، حين رفع الكأس ورفع معه قلوبنا إلى السماء.
كم أنا محظوظ، كم أنا فخور، كم أنا ممتن لأنني كنت هنا… في زمن ميسي.
