كان العالم بأسره غارقًا في نشوة برشلونة، هذا الفريق الذي لا يلعب الكرة، بل يعزفها. كانت الأعين معلّقة بفتى يُدعى لامين يامال، يراوغ الزمن قبل المدافعين، ويخلق من المستحيل لحظة جمال، حتى نسينا... نسينا أن هناك فتى آخر، اسمه أنسو فاتي، كان ذات يوم الحلم المنتظر، فصار ظلًا يتوارى خلف الأضواء.
في زمنٍ تحوّلت فيه القلوب إلى حسابات، والأرواح إلى أرقام، وقف يامال، وفي عينيه لمعة لا تشبه شيء، ومد يده لا للتمريرة… بل للإنسانية. طلب التبديل، لا هروبًا من التعب، بل دعوةً صادقة لأخيه الغائب، لأن يعود، لأن يُحب من جديد، لأن يتنفس برشلونة كما فعل من قبل.
في لحظة، تجاوز لامين يامال حدود الموهبة، واخترق جدار النجومية، وصعد إلى مرتبة الأنقياء. قيمة قدمه بلغت القمم، لكن قيمة قلبه… ارتفعت إلى حيث لا يصل إلا العظماء.
برشلونة لا يملك مجرد لاعب… بل يملك رسالة، تجسدت في فتى، لم يتجاوز السابعة عشرة، لكنه علمنا أن الوفاء لا يعرف عمرًا، وأن الأخوّة ليست خيارًا… بل أسلوب حياة.
يا لحظنا بك، يا لامين… أكثر من مجرد نادٍ، وأكثر من مجرد لاعب.
