مـرايا

[النبيل]

أغاني هاليومين مهزومة أمام كلمة "إنت عمري" بصوت أم كلثوم.

 

[النبيل]

سنين و مرت زي الثواني
في حُبك انتَ ..

و إن كنت اقدر
احب ثاني ؟!

احبك انتَ .

افيييش ، مو اغنية دوه

 

[النبيل]

أنا الذي كنتُ حياً داخلَ الكفنِ
أمضيتُ موتي بلا نارٍ ولا عدنِ

كأنني منذ عام الفيل لا ابرهةٌ
يدلي بهدمي ولا السجيلُ تُنقذني

وحدي تماماً أسير الان لا جهةٌ
تأوي بقائي ولا الاحضانُ تَقبلني

عني بعيدٌ ومرآتي بها بشرٌ
لم يشبهوني واشباهي بلا سكنِ

من منكم يستطيعُ العيشَ في جسدٍ
يخلو تماما من الحُسادِ والبدنِ

لي مريمٌ لا تهزُ الجذعَ إن شعرتْ
جوعاً أتاها وتدعو الله للوطنِ

أنا ختامٌ وكل الراكضين امامي
خلفَ عقلي وفرقُ الوعي يُسعفُني

تركتُ طيني على الأبواب يأخذهُ
نقصُ الجميعِ وما يبقى سيَخلقني

 

[النبيل]

أتركي "أحبك" على السِيِاج كالماءِ للعَصَافِير
أو في خِزَانَة داخل مِنْفضة قَدِيمة كسِيجَارة أُخبِئُها عن والدي
أتركيها خَلف مرآيا المطاعم
لأكتشف الوجوه المُهْملة مثلي !
أتركيها قصَاصةً صَغيرةً على أبواب الأضرحة
وحين تَنْهَمِكين في البحثِ عن طرق لفعلتها
أتركيها فوق الأشياء المنسية
تحت وِسَادة عجوز مريض
أو على جَنَاح عصفور منزوٍ عند غروب الشمس

 

[النبيل]

أنا الطفل الذي لا يتلف أحذيتهِ
لكنها
أبداً
لم تكن لي ذات يوم
رغم أنها كانت تضيق ، تحاصرني وتؤلمني
ككلبة عرجاء
ووحيدة
في ساحات الخردة

كبرت مثل الحياة الطويلة للمفقودين
الذين بلا عائلة
يمضون .. ويمضون

كبرت بحياة سيئة وأنا أكره الفلاسفة والفلسفة والمثقفين
والبنايات والمؤتمرات والأتحادات
والذين
يبتلعون
الله دفعة واحدة
معتقدين بأن يمكنهم الذهاب الى الجنة
لمجرد بأنهم تركوا قطة تعبر الشارع بسلام !

ثلاثون عاماً مضت
يا لها من عقوبة
تركض ، كمثل جياداً تلهث وتزعق
لفحتنا أسواط الحرية ، منتشين ببلادٍ مدنسة

وامرأة صانع من أصابعها كومة مدخنة ووسائد زرقٌ
كالعديد من الشموع المنطفئة
لم نتلامس أو نتلاقَ .. يا لها من عقوبة

 

[النبيل]

عزيزتي
هناك أشياء كثيرة تدخل في تركيبة الحب لكني أجهلها.
لا أقصد أنني لا أعرفها
أبدا..
أعرفها، ولكن في مسار آخر مختلف!
الأمر ربما أعقد من ذلك.
ولكن قولي لي
هل كان سيجرحك لو قلت:
أكرهك!
لكنها جديرة بشخصين يعيشان قصة حب كبيرة
بدلا من قول أحبك بدون مشاعر
هكذا كما نقول أي شيء آخر؟!

 

[النبيل]

أخطوا الى الشارع
كما لو أن هناك بيتاً
أو امرأةً
أو شاعرة رديئة تحاول الأنتحار مبكراً ..

مضيت بقرب مارة
يتحدثون عن رهبة الوقوف في الخارج
تفتش عن سيجارة،
عن سرير
عن طبيب أسنان أو حلاق

لو طلبت منهم أن تشاركهم هذه الثمالة

الجميع سيخبروك رعب الدخول أن تحضر كأساً أو تنام في الداخل!

 

[النبيل]

أحبكِ- سأقولها بفمك
محمصة ولاسعة مثلما يخرج الخبز
وستقفين منتشية باردة كالسلور !

أحبكِ - بلا كارثة، أو بلاد محطمة
مثلما تهربين كالعصافير تطير الى أشجار الحامض بجوربييّن طفلييّن على ضفائر حصيرة قصب
كلما سألتك بقبلة بين غصون أشجار الزيزفون ..

أحبكِ - بأنفاس متباطئة
مثلما يتصاعد صدرك كلما قبلتكْ في فمكِ البارد
في فمك رائحة اللبن الريفي!

أحبكِ - بلا أذرع سميكة
بجسدٍ فتي
وذراعيّين قصيرتين
مثل جدولان بلا شائبة.. يلتمعان عندما تغنين لخطاياكِ الصغيرة ..

 

[النبيل]

صايره امنيتي أنــآم بالليل

 

[النبيل]

وكأنها ليلةِ
اعترافٍ بالخطايا
يخرجُ الدخانَ سرٌ بأنسياقِ