لم يَكُن البُكاء عَملاً شاقاً بِالنسبة ليّ
لِطالما شَعرتُ إن البُكاء أجابة لِكل الاسئلة
لِذلك كلّما غَمرني الحزن والتيه والضَياع
وضاقَت الدُنيا علىٰ روحي
أتكأ علىٰ صَوت " كريم مَنصور "
وأبكي ...
بِكل ما أتىٰ الله الثُكالىٰ مِن دموع
لأدرِك أن كُل هذهِ العَصافير
التي أطعمتها في طَفولتي
ودفنتها عند المَوت
وصَنعتُ لها عزاءات
وأحييتُ لها جَنائز تليق بِموتِها
لأنني أعرف تماماً أنها مُشردة ، وبلا مأوىٰ
أو رُبما لم ينتظر هذهِ العصافير أحد
أو يذرف الدموع علىٰ رحيلها
كُنت أبكي ، نيابة عن كل شيء
أنا ، وبعد أن قضيتُ ثلاثون عاماً
بأيادي مُتعبة ونَحيلة لا تَصلح لِتلويحات الوَداع
وبِوجه شاحِب يلتفت للخلف عند كل غياب
وبِعينان ضَعيفتان ورثتهما مِن أثر الفَقد
في كل مرة ... أتهاوىٰ وأسقط
مِثل الأشجار الخاويَّة التي تَنكسِر
عندما تشتّد سُرعة الرياح
أبكي بِمفردي ، فلا داعِ للتَماسك
الصلابة خُدعة
يُفترض بِنا أن نبكي للأبد ...
بَعدني أبچي أنة مَجبور يـا درة بعدني ابچي