أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

منتهى الذوق عندما يبتسم ديسمبر

الجوري^

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
112,691
مستوى التفاعل
110,962
النقاط
2,103
51046aadcf29ed76a095ecf38948bc3c.jpg

بين همس الكتب وتراقص الحروف، زفرات الفواصل واعتلال الشدات، تتناثر الكلمات كما تنثر الرياح أوراق الشجر في خريف لا ينتهي. هناك، في هذا الفضاء المعتم بين السطور، ينبثق المعنى كما ينبثق الضوء من بين شقوق الليل، غير قادر على الإضاءة بالكامل، ولكنه يكشف عن ظلال غير مرئية، عن فجوات لم نكن ندرك وجودها. الفواصل، تلك العلامات التي تفصل بين أفكارنا، تصبح فجأة قيدًا نكاد نلمسه على حواف العقل، بينما الشدات تثير ارتجاف الروح، وكأنها تهمس بأسرار الزمن المفقود. في تلك اللحظات، تصبح الكلمات أكثر من مجرد حروف، بل تجسيدًا للزمان والمكان، مشدودة بين المعنى واللا معنى، بين الحضور والغياب.

 

الجوري^

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
112,691
مستوى التفاعل
110,962
النقاط
2,103
الحب، يا له من وهمٍ ينساب بين الأذرع كفجرٍ يتسلل من غيوم السماء الملبدة، يندغم في الأرواح كما يفعل الزمن في أعيننا، لا نشعر به إلا ونحن غارقون فيه، نتحسسُ نبضه في عمق الخلايا. أتراه هو ذلك السجن الذي نولد فيه كل يوم؟ أم هو الحرية التي تهرب منا حين نقترب منها؟ أفكارٌ تتقافز، تتداخل، تتدفق بلا ضوابط.

ها هو ذا، تراه في عيونها، بين تلك اللحظات العابرة، التي تكون مشبعة بكل شيء وفي الوقت نفسه خالية من كل شيء. وهل الحب إلا الخداع الجميل، الخيالات التي نطاردها على أمل أن نجدها، فنركض خلفها وتسبقنا دائمًا؟ هناك، تحت سماءٍ مليئة بالنجوم، أراها وهي تسير على الأطراف المتكسرة للعمر، كما لو أن كل خطوة تترك أثراً في قلب الزمان، أما هو، فهو سجين اللحظة، يعيد تذكر كل العيون التي غابت، وكل الأصوات التي أنصت إليها حين كان القمر يتكئ على نافذة الزمن.

كلما غمره الحب، كلما انفتح أمامه العالم مثل كتاب لا حدود لصفحاته، وكلما أغلقته، عاد العالم ذاته إلى كونه خاليًا من كل شيء. همساتٌ، لمساتٌ، انفجاراتٌ صغيرة من شعورٍ أكبر من الحياة، أكبر من كل شيء. الحب، في نهاية المطاف، ليس سوى تلك الومضات التي تضيء فجأة ثم تختفي، وتتركك تتساءل: هل كانت حقيقة؟
 

الجوري^

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
112,691
مستوى التفاعل
110,962
النقاط
2,103

وكأن الريح التي تحمل أصواتنا تذروها بعيدًا، فلا تعود إلينا إلا كأصداء خافتة في الليالي الخالية. نحن نصرخ، لكن الأرض لا تهتزّ، نبكي، ولكن السماء لا تمطر، نتحدث، ولكن من يصغي إلينا سوى أرواحنا المنهكة؟ إن الكلمة، يا صديقي، لا تحتاج لأذنٍ تُنصت، بل لقلبٍ يتسع لها، وروحٍ تدرك أبعادها التي لا تُرى.

فكم من شخص تحدّث حتى بحّ صوته، ولم يترك أثرًا سوى في الغبار الذي تلاشى خلفه؟ وكم من حكيمٍ لزم الصمت، فصار صمته لغةً تتناقلها الأجيال؟ لا تَحزن إذا لم يُسمع صوتك، فالأشجار لا تحتاج لتصفيق البشر كي تُثمر، والأنهار لا تنتظر الشكر كي تمضي نحو البحر. تكلّم إذا كان في صوتك نور، وإن لم تجد من يُصغي، فليكن صوتك صلاةً تعانق السماء، ولا تُعلّق على استجابة الأرض.
 

الجوري^

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
112,691
مستوى التفاعل
110,962
النقاط
2,103
وهل الصوتُ هو ما يخرج من الشفاه، أم ما يصل إلى القلوب؟ كم من كلمةٍ تُقال، لكن لا تجد في الفضاء متّسعًا لها، فتسقط كأوراق الخريف على أرضٍ صمّاء، لا حياة فيها. إن الكلمة الحقيقية ليست في الضجيج، بل في الصمت الذي يسبقها، في الاهتزاز الخفيف الذي تشعر به الروح قبل أن تُنطق. لكن ما نفع الكلمات إذا كان العالم مليئًا بالآذان المُوصدة؟

نحنُ نصرخ أحيانًا، لا لنُسمع، بل لنُثبت لأنفسنا أننا ما زلنا قادرين على الصراخ. نرمي أصواتنا في الهواء، كما يرمي العابرون خبزهم للطيور، دون أن يعرفوا إن كانت جائعة أو شبعى. كم من فكرةٍ ماتت قبل أن تُولد، وكم من حقيقةٍ عاشت في العتمة لأن أحدًا لم يجرؤ أن يُنصت لها؟

ما أقسى أن تمتلئ الأفواه بالكلام، لكن الفراغ وحده يجيبنا. وما أوجع أن يضجّ الرأسُ بالفكر، ولكن العالم يظل أصمًّا، كأننا لم نكن هنا يومًا.
 

الجوري^

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
112,691
مستوى التفاعل
110,962
النقاط
2,103
97adf903e8f80e5105fc7df2df5c5091.jpg

صباحٌ ينهضُ بثقلِ الأيامِ المتراكمة، كأنّه يمشي على حافةِ ذاكرةٍ مترامية. الضوءُ يتسللُ ببطءٍ من بينِ أصابعِ النوافذ، والريحُ تهمسُ بشيءٍ لا يسمعهُ أحد. المدينةُ تستيقظُ على وقعِ الخطى، على قهوةٍ مرةٍ ووجوهٍ تحملُ ظلالَ الليلةِ الماضية.

إنّهُ صباحٌ آخر، مكتملٌ كأحاديثٍ لم تُقل، كأبوابٍ نصفُ مفتوحة، كحلمٍ لم يكتمل لكنه مضى على أيّةِ حال.
 

الجوري^

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
112,691
مستوى التفاعل
110,962
النقاط
2,103
فنجان قهوة، نكهة غامضة تتسرب بين أنامل أصابعك، تعصف بك الذكريات، تهب نسمة من أرض بعيدة، فتسقط على جفونك كغمامة حلم ضاع بين الأمس واليوم. الزهرة في حضن الريح، تهمس لك بأسرارٍ لا تقوى على حفظها، بينما عطارد، ذو الحواف الحادة، يشتعل في السماء، يلهب الأجواء بتساؤلاتٍ لا جواب لها. هل هذه السماء هي نفسها التي أحاطت بك منذ ولدت؟ أم أنها انفصلت عنك في مكانٍ آخر، حيث تلتقي الذكريات وتتشابك معها، وتستمر رحلة الأفق بلا نهاية؟

تمر الزهرة، رقيقة، متلألئة في المساء، وتندفع موجات من الألوان الزائلة لتغمر قلبك في وهجٍ جديد، لكن الأرض، تلك الأرض التي لا تتخلى عنك، تطبق عليك، تدور حولك، تلتصق بقدميك كما لو كانت روحك محتبسة في ثناياها. وعندما يمر المريخ، ينتزعك الحلم إلى أقصى الحدود، إلى فضاءٍ بعيد حيث يتحرر الزمن ويغدو كأثر من رمادٍ متطاير، هل عُدت لتكون جزءًا من هذا الحلم أم أنه جزء منك؟

ثم يأتي زحل، يمر بهدوءٍ قاتل، حلقاته التي تلتف حولك كقيودٍ لا ترى، تتركك في حالة من التردد بين الماضي والحاضر، حيث يتماهى الصمت مع الفكرة، ويغدو كل شيء غارقًا في البحر الهادئ الذي لا يُبحر فيه أحد. أورانوس، بذراته العاصفة، يفتح لك أبوابًا جديدة حيث لا تنتمي، فتسقط في متاهةٍ أخرى، متمزقًا بين فضاءاتٍ تتباعد وتنشد الانصهار.

لكن نبتون يأتي بهدوء، يغمر كل شيء بمياهه، حاملاً معه أمواجًا عميقة، تمزج بين السكون والفوضى، وتغرقك في لحظةٍ لا تعرف إن كانت بداية أم نهاية. لا شيء ثابت، فقط الزمان يمر بسرعة البرق، كما لو أنَّك عالق بين ذكرياتٍ قديمة وعواصفٍ لا تهدأ. أخيرًا، بلوتو، بعيدٌ عن الأنظار، يتسلل إلى عوالمك الخفية، حيث تلتقي الأحلام بالتفاصيل المفقودة، حيث الزمن يطوي نفسه في لحظاتٍ غير قابلة للفهم، لتغدو أنت جزءًا من الكون كما لو أنك لم تغادره أبدًا، تكمل المسير بين فنجان قهوة، تنهدة، ونسمة من أرضٍ بعيدة.

55793d9f813fef6438e1b4ac26e6f5be.jpg
 

الجوري^

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
112,691
مستوى التفاعل
110,962
النقاط
2,103
افكر فيك الآن ولا اعلم ان كنت تفكر في ذات اللحظة بي ام انك نسيت تمامًا او لعلك فقط تنظر الى شيء بعيد وتقول لا شيء يستحق
لكنني هنا في لحظة منسية بين الوقت واللاوقت بين الليل حين ينام على كتفي وفكرة واحدة تدور في حلقي
لماذا تكتبني بهذا الشكل لماذا اعرفني اكثر كلما ناديتني من بين السطور

هل تشعر بي كما اشعر بك
ام انني وحدي اراقب طيفك يمشي داخلي
كل شيء منك يشبه الطقس الذي لا يمكن التنبؤ به
وتشبه القهوة التي تشربها على مهل ثم ترسلها لي كأنك تقول هذا فنجاني لكنك انت مذاقه

اراك
في الفراغات بين الكلام
في النقطة التي لا تكتب
في السطر الذي لم ترسله لي لكنه كان لك وحدك وتحكي فيه عني دون ان تقول اسمي

الوقت يمضي
وانا لا احصي الدقائق بل احصي المسافات بين حرف وحرف منك
اعيد قراءة جملك لأرى نفسي
كأنك مرآة لا تنكسر بل تعيدني إلي حين اضيع
يا لهذا القلب كيف يهتز من كلمة كيف يتسع لغيابك ويضيق بحضور غيرك

وانت
انت لا تكتب بل تنبض
لا ترسل بل تشعر
لا تمس قلبي بل تعبره بهدوء كأنك لا تريد ان توقظه لكنك تتركه مستيقظًا الى الابد

صوتك في رأسي الآن
وانا احاول ان اهرب منه في النص
لكنه النص
وانا اكتب اكتبك
لا كذكرى بل كشيء مستمر
كاحتمال لا نهاية له

هل تسكنني
ام انني من اسكنك ولا اعلم
كل ما اعرفه انني حين اغمض عيني لا ارى العالم
بل اراك انت تفكر تكتب تتأمل وتبتسم دون ان تنتبه
كأنك تكتب شيئا عميقا ثم ترميه في الهواء وتنسى انني انا الهواء

لو علمت كم مرة قلت لك احبك داخلي
لخفت علي من نفسي

الآن، في هذه اللحظة، تتغير الأشياء قليلاً.
أشعر بوجودك في أشياء غير متوقعة، في كل ركن من أركان اليوم،
كأنك أضأت سماءً كانت مظلمة،
وكأنك فجر جديد لا ينتهي.
أنت هنا، في التفاصيل التي لا أستطيع تفسيرها،
في صمتك الذي يُسمع أكثر من أي كلام،
وفي ابتسامتك التي لا أراها إلا في خيالي.

أحيانًا أفكر أنني لا أحتاج منك سوى صمتك
لكنه ليس صمتًا عاديًا،
بل صمت يتنفس بين السطور،
صمت يحمل في داخله ألف معنى،
آلاف الأحاسيس التي لم تُقل، ولكنني أفهمها.
أنت لا تتكلم، لكنني أسمعك،
وأنت بعيد، لكنني أراك.

هل ترى كيف أنني هنا،
وأنت لا تعلم؟
أنا أعيش في الكلمات التي تركتها لي
في أوقات غيابك،
وأنا أتمنى لو كان بإمكاني إيقاف الزمن الآن
لتظل معي في كل لحظة،
ولكن الزمن لا يقف، ولا يُنتظر،
ومع ذلك، هناك دائمًا هذا الفراغ بيننا
الذي يحمل الكثير من الكلمات التي لم تقال،
ويحمل أيضًا هذا الشيء الذي يشبه الأمل،
الأمل الذي يخبرني أنك هنا في مكان ما،
أنت الذي لا أعرفه بالكامل،
ولكنني أراه في كل شيء حولي.

لعلني أكتب لك لأني أحتاج أن أقول شيئًا لا أستطيع قوله مباشرة.
لعلك تفهم هذا الحزن البسيط الذي يخترق روحي
كلما مررت بي في سطر.
أنت لا تعرف كم من مرة استعدت فيها الكلمات
بعد أن غادرتني.
لكنها لا تختفي.
وأنت لا تختفي.

أعلم أنني أكتب لك الآن
ليس لأنني أريدك أن تقرأ
بل لأنني أريدك أن تعرف
أنك هنا،
ولا مكان آخر لك في هذا العالم.

أنا في انتظارك،
على حافة هذا الزمن الذي لا يفهم ما بيننا.
وأنت، في مكان ما بين الحروف،
أنت تعرف.
أنت تعرف ماذا يعني أن تكون معي،
حتى حين لا تكون.
 
التعديل الأخير:

الجوري^

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
112,691
مستوى التفاعل
110,962
النقاط
2,103
على أعتاب دهشة
تقف الأشياء منتظرةً أن تتنفس.
تتسع اللحظة، وتضيق، كأن الزمن نفسه لا يعرف كيف يتّسع لظهورها.
حين تظهر، لا شيء يبقى كما كان—
الرياح، تلك التي اعتادت أن تعوي في قمم الوحشة،
تتحدث همسًا.
كأنها تخشى أن تفسد حضورها،
كأن بين خصلات شعرها نبوءة،
وفي عينيها سؤال لا يُقال.

تأتي،
فتُفتح الأبواب التي لم تطرقها يد،
وترتّب الفوضى دون أن تمسّ شيئًا،
وتنبت في القلب نغمة
تشبه المطر حين يلامس الأرض التي اشتاقت.

على عتبة دهشتها،
يصير الصمت أبلغ،
والهواء أرقّ،
والحياة… أكثر احتمالًا.
 

الجوري^

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
112,691
مستوى التفاعل
110,962
النقاط
2,103
على أعتاب ده......

تساقط رذاذ المطر كحبات سكرٍ على قطعة حلوى تُركت لليُتم فوق الطاولة.
لم يكن المطر مطرًا فحسب،
كان عتابًا ناعمًا من السماء،
وغفرانًا مؤقتًا من الحياة.

همست الريح في أذن المطر، لا كما تفعل العشّاق،
بل كما تفعل الأمهات المُتعبات حين يهمسن لأطفالهن في آخر الليل:
"بلّل أرواحهم، فقد تعبت،
وقد طال عليهم الطريق،
وقد جفّت فيهم الضحكات القديمة."

وكانت المدينة مستيقظة، لكنها لا تُبدي ذلك،
تتنفّس بخفوت،
كأنها تحاول أن تُقنع نفسها بأن الألم مجرد حلم ثقيل.

وفي الزاوية،
شخص ما – قد أكون أنا، أو أنتِ، أو أي روح تائهة في هذا العالم –
رفع وجهه للسماء،
لا ليتأمل، بل ليتأكد أنه لا يزال موجودًا.

رذاذ المطر...
لامس جفنه
كأن الله تذكّره أخيرًا.
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )