اعتراف
ولاني واحد من الناس ولست افضل من اي احد، ادرك تماما ان ما سلكناه في الماضي من افعال هو نتاج تجارب شخصية محكومة بالتاريخ والاجتماع والبايولوجيا، وهذا ما يجعلني اغفر احيانا لأخطائي التي اقترفتها في صيرورة أناي السابقة، أناي تلك التي مرت بمنعطفات نمو، شكّلها الخوف والتفكير والاحتكاك بالآخرين. لكني مازلت اتذكر احدى اكثر اللحظات انحطاطا في حياتي والتي ياكلني الندم عليها بطريقة مؤذية جدا للروح،
في يوم ما، كنت اريد ان اثبت لاصدقائي قدرتي على الصيد بالبندقية، ومن اجل هذا الزهو والتبجح بالذات، اطلقت على احدى الحمامات، كانت واقفة على غصن الشجرة، ربما لتستريح او تبحث عن طعام، اصبتها بجناحها، منظرها وهي تصارع الهواء مبتعده عن مصدر الخطر، مازال الى الان يوجعني بشدة. لحظات برية من حياتي تنخر روحي كلما مر طيفها بخيالي. فثمة مقارنة تحضرني دائما بين براءتها الناصعة، وبين لوثتي الصارخة وقتذاك.
ما يؤلمني حقا، هو كيف اني لم استجب لذلك الوخز الذي شعرت به قبل الضغط على الزناد، وخز يخبرني ببشاعة ما انا مقدم عليه. في الحقيقة انا استحق هذا العقاب، تلك الذكرى التي تجلدني دائما.