مـرايا

[النبيل]

كل النبيين
كانوا رهن إصبعه
والمعجزات
وجند الله
والحرسُ

لكنه
شاء أن يدني العقول له
لذا تراه
على من شاء يلتبسُ

فكل من
قال معنى
كان يجهله
وكل ما قيل
عن آياته
هوسُ

هو المطلُ
على كل الجهات،
له بكل أرض
دعاماتٌ ومنغرسُ

ووحده
كان لاءً
جلَّ منطقُها
يوم الجميع
بملء الصوت
قد خرسوا

إن الحسينَ
هواءُ الله
والنفسُ
هذا حديثٌ
رواه اللهُ
لا أنسُ

 

[النبيل]

حلم سمجة زغيره بهور
تدعي بكل حلاة الماي ماتنصاد
بلجي تموت موت الله !

 

[النبيل]

كنت في العاشرة فقط
وكانت الدنيا عاشوراء
كئيبة جدا
وتمطر رجالا لاطمين
ونساءً يبكين على ذويهن
كأنهم ماتوا قبل قليل .

كان أهلنا في هذا الوقت الحزين من السنة
يصطحبوننا معهم
إلى مسقط الرأس
للبكاء وعدم إثارة الأسئلة .

مع الوقت
علمت أن الحسين بن علي في طريقه إلى الإنسان
قتله الأشرار هناك
قلت لأهلي
ولكن لماذا تفعلون كل ذلك ؟
قالوا في الحقيقة
لا ندري ! .

اليوم
وبعد ثلاثين عاما من الأسئلة
وقد تجاوزت عقدي الرابع
بين الكتب والصفات الزائفة
اصطحب صغاري لمسقط الرأس أيضا
للسبب نفسه
من دون أن نعرف
لماذا نفعل كل هذا في عاشوراء .....

 

[النبيل]

كل سنة بهيج وقت ، لما تخلص اجواء العاشر ونغسل الجدور ونرجع للبيت تعبانين ومنايمين
ونگعد بالبيت ننتظر المقتل بصوت عبدالزهرة الكعبي
ونشوف ركضة طويريج ولما يوصل لمقطع استشهاد الحسين نخلي ايدينا على راسنا ونصيح " ابد والله يا زهراء لن ننسى حسيناه"
كل اللي يجي ببالي هو " الله لا يحرمنا لذة هاي الايام واجوائها وتعبها وسهرها وخدمتها العظيمة لآخر نفس"

 

[النبيل]

حين تولد في بيتٍ موالي لآل محمد
تفتتح امك سمعك بـ يا علي يا علي
وحتماً سيكون لك او لاخوتك نصيباً من اسمائهم
تكبر رويداً ، ثم تعلمك امك ان تنصب خيمة في الباب لتوزع الماء والطعام على المارة ، هنا يزرع فيك مبدأ ان ان تفني ما لديك في حبهم
وفي ليلة العاشر تتعلم ان تحرم عينك النوم حتى الفجر
حزنا ومواساة او كما نسميها بـ" ليلة الحجة"
وتشب قليلاً وعندما تخرج من المنزل تسمع امك وهي تقول " يمة تحفظك الزهرة ام الحسن " وهنا تطمئن ان هناك من يرعاك بعينه
وحتى عند مماتك ، جنازتك تدخل لضريح ابي الحسن ويودعك اهلك بـ "يشفعلك علي "
وكأن النار في خيام معسكرك يا ابو علي انطفئت واشتعلت في قلوب محبيك

 

[النبيل]

بعد ستين عاما من الهجرة
كان العرب لم يتعرفوا على الله بعد
رغم أنه بعث لهم ما يهين بلاغتهم
فكما أن عيسى أقنع حواريه بالطعام الطائر
أقنعهم نبينا العظيم
بالشعرية والخلق النادرين
فاضطروا للتسليم والتصديق المؤقت.

قضوا هذه الأعوام
يحتفظون بالرسالة في درج الخيام المرفهة
والأبنية الطينية الحديثة
إلى أن نفد صبر القوم
فاختاروا ملعبا صحراويا مناسبا
وقرروا اللعب الحر مع الرب.

كانت كربلاء في ذلك اليوم
تشبه شاشة LED عملاقة
وكان سدنة الملكوت
يبثون المجزرة إلى السماء
بشكل مباشر ودقيق ولا قطع فيه .

كربلاء هي المباراة الوحيدة التي فاز فيها الخاسر
نعم لقد خسر الحسين على الأرض
لأنهم غيروا قواعد اللعبة
خسر وقد سجل ما لا يحصى من الأهداف
وحاز على بطولة الآخرة
ونال رضا الرب
واستحوذ على إعجابه المطلق.

خسر وجعلنا لا نعرف معنى الفوز
ولا كيف نخسر
بالشكل الذي أسقط فيه العالم
وجعله يبدو أكثر اتزانا وحرية

 

[النبيل]

للمرة الثانية اتابع صراع العروش و ينقتل نيد ستارك و يصعب عليه تكملتها
هالرجال جريمة يموت بالموسم الاول .

 

[النبيل]

أنا كَفكرةٍ شاردةٍ
لن تُسترد إلاّ
بِسيجارةِ ( هافانا الكوبيّة ) ،
أُغلف رئتاي بتبغِ ( بوروتوريكو )
كي تخرجَ الأنفاسُ مُبللةً بدخانٍ كستنائي ،
أُعلقُ الفكرةَ
على أسطوانةٍ دائريّة
فتتقاطر الأُغنياتِ
من رأسيَ المُنشطر
لن تُسترد
فهيَ عالقةٌ
كَحلوىَ في لثةِ طفل !..

غُربانٌ تُعشِش في الضباب / 2019

 

[النبيل]

هذه الليلة ...
لا أريد أن أكون وحدي..
هذه الليلة سأخترعُكِ من جديد سنمضي الوقت معًا
سأقرأ لكِ بودلير
الصفحات العشر الأولى من "الغثيان" لسارتر.
سنشرب نخب الأشياء الكبيرة التي لا تموت
سنلعن العالم، ونسخر من كل شيء
وقد أكتب قصيدة صغيرة على ظهركِ بإصبعي .
سأهمس في أذنكِ كلاما بذيئًا
وسنضحك كثيرًا مثل حشاشيْن
ثم أقتلكِ من جديد..
وأخاف!

 

[النبيل]

انا لا اقرأ الكثير من الكتب
ولا أسمع شعراً كثيراً
لكني اعرف كيف اجعل اللغة جناحين
و أعرف كيف انافس أهل الكهف
حين أنام في المعنى
حتى اتذكر اني مرة كتبت نصاً
أصف به سكر شفتيكِ
حينها هاجمني كل النمل الهارب
من سليمان وجنوده