ثَرثَرة !
لا أَذكرُ مَن قال؛ أنا مُستعد لِلتخلي عَن كُل مَشاهد العالم مُقابل مَشهد لِطفولتي !
كَم الطفولة رائعة بِشرط أَن لا تَكون بِرجوازياً فَظاً أو إبناً لِأبٍ بيروقراطي لَعين، لإنك سَتكون نُسخة تَقليدية عَن أبناء الملوك الذين نَقرأ عَنهم ولا نُصادِفهم، مُدللٌ بِلا خَيبات مُتكررة، كَم تَمنيتُ أَن أكون طِفلاً بِلا سَجائر لَكن قَد ولدتُ وسيجارةُ في فَمي، أَظنُ إنها حاجةُ وجودية مُلحة وَوجودها يَسبق لِماهيتها !
في زَمن الميليشيات الكُل يُثرثر سوى مَن يَملك كلاشنكوف وعَدد كافي مِن الرَصاص هؤلاء فَقط مَن لَهم الحَق بِقول كَلِمَتَهم الدَموية، لِذلك في كُل لِقاء لِهذهِ العُصبة المُثرثرة لا نَفعل شيء سوى التَنظير الساذج عَلَّنا نَضع يَدنا على العِلة، ثُم نَنتبه كَم نَحنُ مُذلونَ مُهانون في زحمة الوجود ولا نَملِكُ مِن اللعُاب الكافي لِلبَصق عَليه، (كِلمة واحدة لا نَملُك سوى "طُز" هَذهِ التي نُهشِم بِها صخور التُراث عَن كواهِلنا !)
ها نَحنُ أطفالٌ ثَرثارون وفي فَمِنا سَجائر تَشربُ بِثواني العُمر غَير مُبالين بالذي يَحدث بِهذهِ "الظّهرية"المُباركة
