مـرايا

[النبيل]

" سلالةُ انييستا لم تنقرض بعد .. ضع ذلك حلقةً في أُذنك "
" بيدري مخلوق ذكي .. مستوى الذكاء عنده مرتفعٌ لدرجة أنه دقيق في التمرير ، وكأنه واحد من أمهر صناع الساعات السويسرية " ! ..
" يعمل أشبهُ بتقنية البلوتوث .. يقترنُ تلقائياً مع زملائه " ..
" بعد كل مباراة يضعُ لنا الكرة في شريط ربط الهدايا ويقدمها للعالم على طبقٍ من سحر " !

ساحر

 

[النبيل]

لا غَروَ إِن شَحَتْ بِغُمْضٍ جُفُونها
عيني وسَحَتْ بالدموعِ الذُّرَّفِ
وبما جرى في موقف التوديعِ مِنْ
ألم النَّوَى شاهدتُ هَولَ الموقفِ

إن وقفة هذه المراة، بهذه الطريقة، وهي تشاهد اولادها مقتولين امامها، ليست وقفة قوة وجلادة فقط؛ بل إنها وقفة انعدام تام لمعنى حياتها. فالمرء، قد تصب عليه الدنيا، من نوازل وبلايا، ما يجعل البقية الباقية من عمره ليست سوى تكملة عدد ايام لا اكثر.
نعم، فالحياة هنا، وعلى حد تعبير كيركغارد، تصبح شرابا مرا، ومع ذلك يجب تناولها ببطئ، وبشكل معدود كقطرات.

 

[النبيل]

حقيقة أولية ليست محزنة.
حدثت - خلال غيابك - أمور كثيرة جدا
أمور هامة
منها.. ما زالت الشمس تشرق وتغيب عشرات المرات
في اليوم نفسه!

 

[النبيل]

يوم آخر..
يوم مدهش آخر
يوم مدهش ومليئ بالسخف العظيم والشامل!
نعم بالضبط.
يوم مدهش كي تعثر على طريقة ملائمة لتخبر العالم بأسره عن مدى روعة هؤلاء الذين يتورطون أو يتركون أنفسهم تتورط بكل هذا الهراء الفارغ.

 

[النبيل]

لا أريد أن يكون لي وجهان
لكن فكرة الوجه الواحد أكذوبة!

 

[النبيل]

يا رب؛ إنني لا أفلح في التخلص من شعوري بالغرابة كلما نظرتُ حولي، أنا غريب هنا والغريبُ حائرٌ لا يعرفُ ما يفعل ليعيش في المكان الذي يستغربه.

يا رب؛ الأشياء في يديَّ سريعةُ العطب، المعنى في رأسي دائمُ التفلُّت، والصبرُ في قلبي مُتعَبٌ وكسير، إنني أركضُ دائمًا للحاق بكل الأشياء، وحين أنظرُ إلى قدميَّ أرى أنني راوحتُ طوال الوقتِ في ذراع واحد.

يا رب؛ أنتَ أرسلتني إلى هذه الدنيا وأنا لا حيلة لي، لا تتركني وحدي للحيرة، للشعور بالغربة، وللعجز عن عيش الحياة خارجَ قلبي ورأسي. أنتَ خلقتَني وأنتَ تولَّ أمري، علِّمني لأنني لا أعرفُ كيف يعيش المرء خارج نفسه.

 

[النبيل]

أن تكون عميلا داخل تنظيم لا يعرف الرحمة، مثل داعش يعني أن تعيش ازدواجية مرعبة، أن تخونهم وفي ذآت الوقت تخون نفسك. أن تبتسم في وجوه الذئاب وأنت تخفي خنجرك خلف ظهرك.

هذا ليس مجرد شجاعة، بل هو فن فلسفي في التلاعب بالزمن والمصير. كان حارث يسير بينهم يتنفس هواءهم المسموم، يردد شعاراتهم، ويصلي في صفوفهم، بينما روحه كانت في مكانٍ آخر، هناك حيث بغداد التي لم تترك في قلبه سوَّى طعم الدم والتراب.

لكن، ماذا يعني أن تكون بطلاً في عصرٍ لم يعد يؤمن بالأبطال؟ في عالم فقد إحساسه بالجمال والبطولة، وتحول إلى سوق من المصالح والصفقات؟ حارث كان يعي ذلك جَيدًا كان يعرف أن اسمه ربما لن يدون في كتب التاريخ، وأن صورته لن تزين الجدران، لكنه لم يكن يبحث عن ذلك أصلاً.

لقد اختار أن يكون "لا أحد"، مثل أولئك الصوفيين الذين ينكرون ذواتهم ليذوبوا في الحقيقة الكبرى.

 

[النبيل]

قلقٌ من الحاضر الذي يمضي، وعلى الماضي الذي يُهدهد مركبي، ولا رغبة لي بمستقبلٍ أقصي التفكير فيه حالما يبدأ. قلقٌ عليَّ منّي في كلِّ يقظةٍ أبتكر فيها إيِّاي، استعداداً لمستقبلٍ قد يباغتني. ولا أجدني إلّا متأمّلاً إيّاي من شرفة الأمس، مُبروزاً على جدارٍ مشروخ، والأتربة تغطّي ملامحي!

 

[النبيل]

لا شيء في هذا العالم إلا وله لحظة عاطفية حاسمة
الاهتزاز أو الخفقان واحدة منها.
لا يهم..
سوف يقلب هذا اليوم صفحته بمفرده على أية حال.

 

[النبيل]