الجواب:
الحمد لله
" هذا حديث من الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ومعنى (ومثله معه) يعني أن الله أعطاه وحيا آخر
وهو السنة التي تفسر القرآن وتبين معناه ،
كما قال الله عز وجل :
فالله أوحى إليه القرآن وأيضا السنة وهي الأحاديث التي ثبتت عنه
صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالصلاة والزكاة والصيام والحج
وغير ذلك من أمور الدين والدنيا ،
فالسنة وحي ثان أوحاه الله إليه لإكمال الرسالة وتمام البلاغ ،
وهو صلى الله عليه وسلم يعبر عن ذلك بالأحاديث التي بينها للأمة قولا وفعلا وتقريرا ،
مثل قوله صلى الله عليه وسلم :
( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى )
وقوله عليه الصلاة والسلام :
( لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ ) ،
وقوله صلى الله عليه وسلم :
( لا تقبل صلاة بغير طهور ، ولاصدقة من غلول ) ،
وقوله صلى الله عليه وسلم :
( الصلوات الخمس ، ورمضان إلى رمضان ،والجمعة إلى الجمعة ،
كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر )
إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة في كل ما يحتاجه العباد ،
وفيما يتعلق بتفسير كتاب الله عز وجل عليه من ربه أفضل الصلاة وأتم
التسليم ، وهذا الوحي وحي أوحاه الله إليه ،
وأخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم وبَيَّنه للأمة ،
فهو من الله وحي بالمعنى ،
وهو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما تقدم
في قوله صلى الله عليه وسلم :
( إنما الأعمال بالنيات . . . إلخ ).
ومثل قوله صلى الله عليه وسلم :
( البيعان بالخيار ما لم يتفرقا . . . إلخ ) الحديث .
ويدخل في الوحي الثاني الذي أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم :
الأحاديث القدسية التي يرويها الرسول عن ربه عز وجل ،
فهي وحي من الله ، ومن كلامه سبحانه ، ولكن ليس لها حكم القرآن،
مثل قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل فى الحديث القدسى :
( يا عبادي ، إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما
فلا تظالموا، يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته ،
فاستهدوني أهدكم . . . إلى آخر الحديث )
وهوحديث طويل رواه مسلم في صحيحه عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ،
وكل ذلك داخل في قوله سبحانه :
} وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى *
[يعني محمدا صلى الله عليه وسلم ]
وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّاوَحْيٌ يُوحَى {
النجم/1-4 "
انتهى .
" مجموع فتاوى سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن باز يرحمه الله "
(25/58-61) .
رجل اضطر إلى مراجعة المستشفى في رمضان وهو صائم،
ولما حضر إلى المستشفى أخذ منه دم، فهل يخل بصومه؟
الإجــابــة
إذا كان الدم الذي أخذ منه يسيرا عرفا
فلا يجب عليه قضاء ذلك اليوم ،
وإن كان ما أخذ كثيرا عرفا
فإنه يقضي ذلك اليوم خروجا من الخلاف،
وأخذا بالاحتياط براءة لذمته
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء
فتعظيم شعائر الله واجب،
تعظيم حرمات الله جل وعلا واجب،
والقرآن لا يذكر بغيره ولا يجعل كغيره،
فتجعل مادة من المواد كغيره،
فتعظيم القرآن يقضي بأن لا يُجعل في تسميته كغيره من المواد،
يقال: مادة جغرافيا، مادة إنجليزية، ومادة قرآن!!
هذا فيه عدم تعظيم والله جل وعلا أمرنا بتعظيم كتابه،
ثم القرآن كلام الله، وكلام الله جل وعلا ليس بمادة؛
لأن المادة قد تطلق ويراد بها المادة المخلوقة،
والقرآن كلام الله جل وعلا صفة من صفاته ليس بمخلوق
( إياكم ومحدثاتُ الأمورِ فإنّ كلّ بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ). وإذا كان كذلك فإن البدع سواء كانت ابتدائية أم استمرارية يأثممن تلبس بها لأنها كما قال الرسول، عليه الصلاة والسلام، ( في النار )؛أعني أن الضلالة هذه تكون سببًا للتعذيب في النار،
وإذا كان الرسول، عليه الصلاة والسلام، حذّر أمته من البدع فمقتضى ذلك أنها مفسدة محضة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عمّم ولم يخصّ قال صلى الله عليه وسلم: ( كل بدعة ضلالة )
ثم إن البدع في الحقيقة هي انتقاد غير مباشر للشريعة الإسلامية؛لأن معناها أو مقتضاها أن الشريعة لم تتم، وأنّ هذا المبتدع أتمّها بما أحدث
من العبادة التي يتقرب بها إلى الله كما زعم.
فعليه نقول: كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، والواجب الحذر من البدع كلها وألا يتعبد الإنسان إلا بما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ليكون إمامه حقيقة؛ لأن من سلك سبيل بدعة فقد جعل المبتدع إمامًا له فيهذه البدعة دون رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
مصدر الفتوى: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين يرحمه الله(2/291) رقم الفتوى في مصدرها: 345